https://i.alarab.co.uk/styles/article_image_800x450_scale/s3/2020-05/wafik.jpg?5T2r0t1JR9Pt430XVko0NGR3xtekKx3C&itok=Cj6U8Veh
اختراق للخصوصية

تعقّب فايروس كورونا شماعة قطر لانتهاك خصوصية السكان

تطبيق لتعقب فايروس كورونا في قطر يثير مخاوف متعلقة بالخصوصية، ويقوض ثقة السكان بالسلطات عبر فرض استخدامه.

by

الدوحة ـ اتسمت السياسة القطرية في مواجهة جائحة كورونا بالارتباك خصوصا مع تزايد انتقادات المنظمات الحقوقية لفشلها في إدارة ملف العمال الوافدين وتوفير الظروف المناسبة لهم في ظل تفشي فايروس كورونا.

وبلجوئها إلى وسائل مثل التجسس على الناس دليل إضافي على هذا الارتباك خاصة بعد أن ألزمت السلطات القطرية المواطنين والمقيمين بتحميل تطبيق عبر الهواتف الذكية من أجل تعقب انتقال فايروس كورونا المستجد، وهو ما أثار جدلا في الإمارة الخليجية بسبب مخاوف متعلقة بالخصوصية.

ويشير مراقبون إلى غياب الشفافية في تعامل السلطات القطرية مع المعلومات بشأن الانتشار الحقيقي للوباء، مؤكدين أن الدوحة  لديها الكثير مما تخفيه بشأن كورونا لأن المسؤولين لا يعطون تفاصيل دقيقة عن أماكن انتشاره.

وأكد تقرير لقناة سي.بي.أس الأميركية، نشرته قبل أيام على موقعها الإلكتروني أنّ فايروس كورونا ينتشر بأعداد مضاعفة في معسكرات العمل بقطر، مشيرا إلى الظروف المزرية داخل المخيّمات الضخمة المخصّصة لإقامة هؤلاء العمّال والمكتظة بأعداد كبيرة منهم ما يجعلها أرضا خصبة لانتقال الفايروس.

وسجلت الإمارة الخليجية الصغيرة حتى الآن نحو 44 ألف إصابة بالفايروس من أصل 2,73 مليون شخص، أي 1,6% من مجموع السكان، بينما توفي 23 شخصا.

وكغيرها من دول العالم، لجأت قطر إلى الهواتف الذكية لتتبع حركة الأشخاص ومتابعة المخالطين ما يسمح للمسؤولين بمراقبة تفشي فايروس كورونا المستجد وتنبيه الأشخاص المعرضين لخطر العدوى.

إلا أن التطبيق القطري يطلب من المستخدمين عبر "اندرويد" السماح بالوصول إلى معارض الصور والفيديو الخاصة بهم، مع إتاحة إجراء مكالمات هاتفية أيضاً.

وكتب مستخدم على مجموعة في فيسبوك تحظى بشعبية بالغة لدى المقيمين الأجانب في الدوحة "لا أفهم لماذا يحتاج (التطبيق) إلى كل هذه الأذونات"، بينما أعرب مستخدمون آخرون عن قلقهم من هذا التطبيق.

وحذر أستاذ الصحافة في قطر جاستن مارتن السلطات عبر تغريدة من "تقويض" ثقة سكان قطر عبر فرض استخدام هذا التطبيق.

وأطلقت الحكومة القطرية تطبيق "احتراز" في ابريل الماضي. وأصبح إلزاميا على المواطنين والمقيمين في قطر تحميله على الهواتف الذكية منذ يوم الجمعة الماضي.

ويعاقب عدم الالتزام بهذا القرار بالسجن لمدة لا تتجاوز ثلاثة سنوات، وهي نفس مدة عقوبة عدم وضع الكمامات في الأماكن العامة بالإضافة إلى غرامة مالية باهظة.

وبحسب وسائل إعلام محلية فإن قوات الأمن أنشأت نقاط تفتيش في أنحاء الإمارة لضمان استخدام التطبيق والتحقق من الالتزام بوضع الكمامات.

ومن النادر توجيه انتقادات إلى الحكومة في قطر بسبب التضييقات على حرية الرأي والتعبير في البلاد، غير أن قرار إلزام التطبيق القطري أثار الكثير من الاستياء والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبر العديد أن المعلن من إجباره هو مكافحة كورونا، لكنه في الواقع فهو بمثابة برنامج للتتبع ومراقبة الصور والأرقام والرسائل وجميع ما يوجد على الهاتف الجوال.

وعند التسجيل في تطبيق "احتراز"، يتم وصل كل مستخدم بملفه الصحي ويمكن له معرفة حالته الصحية عبر أربع تصنيفات، تراوح من اللون الأخضر الذي يعني أن الشخص غير مصاب بكورونا إلى الأحمر الذي يعني الإصابة.

وقالت الباحثة في هيومن رايتس ووتش هبة زيادين إن "هناك شاغلين رئيسيين ...في ما يتعلق بالتطبيق، وبحسب زيادين فإن التطبيق "يقتحم الخصوصيات بشدة، مع مجموعة من الأذونات التي تسمح للحكومة بالوصول إلى أمور لا تحتاج إليها لهدف تتبع المخالطين، وأذونات غير ضرورية تشكل انتهاكا للخصوصية".

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت زيادين إلى أن "العديد من العمال الأجانب في البلاد لا يملكون هواتف ملائمة لتحميل التطبيق والالتزام" بالقانون.

وهناك العديد من الانتقادات على صفحة التطبيق من بينها استهلاكه للبطارية وتعذر تحميله على هواتف "ايفون" القديمة.

https://i.alarab.co.uk/s3fs-public/inline-images/workers_0.jpg?Kq7TGEY8BhF_wkCxLHK9TcjcusoWU9ly
ظروف مزرية داخل مخيّمات العمّال المكتظة