قراءة عدية يس على الظالم .. خظأ شائع يقع فيه الكثيرون
by أمل فوزيأمل فوزي قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه هناك بعض الناس لا يتحملون ظلم الآخرين لهم، وقد يلجأ المظلوم إلى الدعاء على ظالمه أو قراءة عدية يس عليه ، إلا إن هناك عمل أفضل من هذا كله.
اقرأ أيضًا.. فضل سورة يس .. قراءتها قبل النوم تجعلك تستيقظ في الصباح بلا ذنوب
وأوضح «عويضة » في إجابته عن سؤال: «هل الدعاء على الظالم وقراءة عدية يس عليه حرام؟»، أنه لا ينبغي للمُسلم الدعاء على الظالم باللعن والطرد من الجنة ومن رحمة الله سبحانه وتعالى، فلا ينبغي للإنسان أن يكون معتديًا في الدعاء، مشيرًا إلى أن المُسلم إذا ما ظُلم عليه أن يكتفي بعبارة «حسبي الله ونعم الوكيل».
وأكد أنه يكفي المظلوم أن يفوض أمره لله سبحانه وتعالى فيمن ظلمه، وليدع ربه جل وعلا يفعل بظالمه ما يشاء، منبهًا إلى أن مثل هذه الأدعية فيها اعتداء وقسوة من قلب الإنسان، فربما يهدي الله سبحانه وتعالى الظالم، فيعتذر ويرد المظالم ويعود إلى ربه مرة أخرى، منوهًا بأن هذا ما نرجوه لكل ظالم ومخطئ، ولنحذر اللعن والطرد من رحمة الله، يكفي كل من ظُلم أن يُفوض أمره إلى الله.
اقرأ أيضًا.. سورة قبل النوم ثوابها يعادل 10 أضعاف تلاوة القرآن كله وتضعك بمنزلة الشهداء
وأضاف أن دعاء المظلوم مستجاب، فالله- سبحانه- يقبل دعاء المظلوم، فإذا ما ظلم الإنسان؛ له أن يدعو على ظالمه، أو أن يفوض أمره إلى الله، ويقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، مشيرًا إلى أن عدية يس هى قراءة سورة يس 7 مرات، وآية «وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ» 14 مرة، لمن وقع عليه الظلم، وكل هذا الشأن من قراءة ما يسمى عِدِّية ياسين ليس لها أساس من الصحة، ولم يرد بشأنها شيء، ولكنها جارية على ألسنة الناس، والأفضل في كل هذا هو "العفو".
حكم قراءة عدية يس على الظالمقال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن القرآن الكريم إنما نزل للتزكية والهداية لا للأذى ولذلك إذا آذى أحدًا غيره فعليه أن يقرأ سورة يس بنية أن يصرف الله عنه الأذى.
اقرأ أيضًا.. فضل قراءة سورة يس 7 مرات هل تجلب الرزق والزواج وتفك السحر؟
وأضاف « وسام» فى إجابته عن سؤال «ما حكم قراءة عدية يس على الظالم؟»، أن سورة يس قلب القرآن وجاء أيضًا أنها لما قرأت لها فإذا قرأت بنية صالحة استجاب الله تعالى، فيجب على الإنسان أن يقرأها دائمًا بنية أن يحفظه الله أو يشفيه الله أو أن يرد حقه من الظالم ويبعد أذاه عنه، بدلًا من قراءتها على إنسان بنية أن يهلكه الله، فدائمًا القرآن كلما قصدت به الخير كلما صرف الله عنك الشرور.
عدية يس لا يجب قراءتها للإضرار
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن ما تسمى "عدية يس"، لا يجب قراءتها للإضرار بالناس ولكن يجب أن تقرأ سورة يس عدة مرات بقصد جلب الشفاء للمرضى وتيسير الأمور وهداية العباد وفك كروبهم، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أمر بالعفو والصفح لقوله : «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» الآية 9 من سورة البقرة، فيجب علينا أن نملأ قلوبنا بالحب والرحمة.
وأشار إلى أن عدية يس لا تدرس في جامعة الأزهر، لافتًا إلى أنه لم يقرأها أحد من الأزهر وعلمائه أمامه قط، كما أن معنى قول "يس لما قرئت له" أى عندما يدعو الإنسان "يا رب ادخلنى الجنة، يا رب عنى على حفظ القرآن" وما شابه ذلك، وأن من عنده حاجة من الله تعالى فليقرأ سورة يس "قلب القرآن" ثم يدعو الله تعالى.
فضل سورة يس
فضل سورة يس ورد في الشرع عن فضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الترمذي -واللفظ له- من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وإنّ أقوى ما جاء في فضل سورة يس ما رواه ابن كثير في تفسيره، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له»، كما وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».
فضل سورة يس قد روى الناس حديثًا في فضل قراءة سورة يس أنّها لما قرءت له، وقصدوا في ذلك أنّ قراءة سورة يس فيها قضاء للحوائج وتسهيل لها، والحقيقة أنّه لا يجوز نسبة ذلك إلى السنة النبوية، وأقوال العلماء والتابعين لإنكارهم هذا الحديث، ومثال عليهم العلامة السخاوي الذي قال إنّه لا أصل للحديث بهذا اللفظ، وقال ابن كثير في تفسيره أنّ من خصائص فضل سورة يس أنها ما قرءت لشيء أو أمر عسير إلا يسره الله، وهذا القول لا يمكن نسبته إلى الله تعالى أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- إنّما ينسب إلى قائله فيقع الصواب والخطأ عليه.