الشرق الأوسط
بوادر نهاية «هدنة» إيران وأذرعها مع الكاظمي
ميليشيات طهران في العراق استأنفت تحركاتها بعد توقف قصير
عادت أذرع إيران الميليشياوية بالعراق في غضون الأيام الأخيرة إلى التعدي على الإطار العام للدولة وقوانينها، منهية «الهدنة» المفترضة بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية بعد اتفاقهما الضمني على القبول بمصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء.
ففي 19 مايو (أيار) الجاري، أطلقت فصائل مسلحة موالية لإيران صواريخ «كاتيوشا» على المنطقة الخضراء ببغداد. بعدها، اقتحم أتباع تلك الفصائل استوديو قناة (إم بي سي) في مسعى واضح لإحراج الكاظمي أمام السعودية، فضلا عن الحملة العدائية التي تشنها «الجيوش الإلكترونية» لفصائل إيران ضد المملكة بعد زيارة مبعوث الكاظمي، وزير المالية علي عبد الأمير علاوي، إلى الرياض.
وفي تحدٍ جديد، عادت جماعة «ثأر الله» الموالية لإيران، أول من أمس، إلى مقرها في البصرة، بعد أسبوع من سيطرة القوات الأمنية عليه، عقب قيام عناصر هذه الجماعة بإطلاق النار على متظاهرين.
ويرى رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري، أن «إجمالي التحركات التي قامت بها الفصائل الموالية لإيران تمثل رسائل ضغط واضحة». ويضيف: «الرسالة الإيرانية مزدوجة لواشنطن ولحكومة بغداد، مفادها أن مساحة التهدئة لا تعني بأي حال أن طهران ستضع مرحلة العداء والاحتكاك جانبا».
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة الدكتور أياد العنبر، فيرى أن «تداخل الملفات التي تواجه حكومة الكاظمي قد يؤجل المواجهة مع الجماعات المسلحة التي ستعيد نشاطها في الأيام المقبلة، كمحاولة لإضعاف الحكومة».