لمّا ينتقم الاعلام السعودي من سوريا والاخوان بليبيا! - قناة العالم الاخبارية
العالم- الخبر واعرابه
الخبر:
اعلنت وسائل الإعلام السعودية عن زيادة عديد الإرهابيين السوريين المدعومين من تركيا في الحرب بليبيا.
التحلیل:
في الوقت الذي كانت السعودية العراب الرسمي لعدد كبير من الإرهابيين المتورطين في الحرب الثماني سنوات في سوريا وبينما سبقت للرياض أن قدمت مساعدات مالية ولوجستية للإرهابيين وفضلت الصمت على جرائمهم في سوريا، ها هي الان وفي ظل الظروف التي دخل أصدقاؤها بالامس في الحرب على شريكها الاستراتيجي الحالي خليفة حفتر في لبيبا، بدأت تستهدفهم اعلاميا.
في الحقيقة هؤلاء الذين كانوا يقاتلون حتى الامس لتحقيق مصالح السعودية في سوريا وكانت تعترف بهم حكومة بن سلمان،تصنهم الرياض الان ضمن جبهة المرتزقة لانهم يقاتلون ضد مصالحها.
هذا و أن بعض هؤلاء الإرهابيين وان كانوا يقاتلون في الجبهة التركية خلال الأزمة السورية، الا انهم لعبوا دورًا رئيسيًا في هذه الحرب إلى جانب باقي الإرهابيين المدعومين من السعودية.
لقد سنحت الحرب الحالية بين السراج وحفتر في ليبيا فرصة للسعودية لتستهدف جماعة الإخوان المسلمین في هذا البلد (المتمثلين في حکومة السراج) وتركيا (الداعمة لحکومة السراج) وانتقمت بذلك منهما (تركيا واخوان ليبيا) بشکل متزامن. ومن الواضح أن هذه الهجمات ستتصاعد بسبب التقدم المتزايد لحكومة السراج علی حساب حفتر.
ومن الملفت للنظر أن هذا الانتقام السعودي لا يستهدف تركيا والسراج فحسب، بل یستهدف کل جهة تعلن دعمها لإخوان لیبیا حيث تعتبر الهجمات الموجهة والمكثفة التي تشنها السعودية هذه الايام ضد رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي تشكل أبرز هذه الهجمات.
ورغم أن الخلافات بين الإخوان المسلمين والسلفيين السعوديين جوهریة وهما عدوان قديمان، إلا أن الریاض ومن أجل تأمين مصالحها، لا تلتزم دائمًا بهذا الاختلاف الإيديولوجي و خير دليل على هذا التوجه السعودي هو دخول الرياض في الحرب بالوكالة مع الحكومة السورية في الماضي واستغلالها حزب الإصلاح في اليمن حالیا.
وتأتي الهجمات السعودية العنيفة على تركيا والسراج في ليبيا هذه الأيام في الوقت الذي منيت الرياض بهزيمة نكراء في حرب سوريا سابقا وفي الحقيقة، فان هذه الهجمات هي محاولة سعودیة للتعويض عن هذه الهزائم من جهة، ومن جهة اخرى التحشيد ضد تركيا والاخوان المسلمین باعتبارهما أعدائها التاريخيين في الجبهة الليبية.