حصار فنزويلا بين وحشية أمريكا وإنسانية إيران - قناة العالم الاخبارية
في الوقت الذي ينهش فيه النظام الراسمالي النيوليبرالي المتوحش، شعوب العالم وينهب ثرواتها، لا من خلال حرية الأسواق وإزالة جميع العوائق أمام السعي الفردي لتجميع الثروة كما يزعم، بل من خلال قوة عسكرية غاشمة لا ترحم ولا تعترف باي حق للاخر ناهيك عن الاعتراف بمصالحه، نرى في المقابل سعيا من جهات دولية اخرى تسعى لمنح النظام العالمي بعدا انسانيا، يفتح افاقا رحبة امام الشعوب نحو التحرر والتطور والكرامة الانسانية.
العالم - كشكول
على راس النظام الرأسمالي النيوليبرالي المتوحش تتربع امريكا، التي لا تحترم حتى قوانين الراسمالية في التنافس وحرية الاسواق فحسب، بل تجند كل امكانياتها العسكرية والاقتصادية والسياسية لحرمان الاخرين من اي فرصة للتطور عبر استخدام القوة العسكرية لنهب ثروات الشعوب، ومحاصرتها اقتصاديا في حال عجزت عن مواجهتها عسكريا.
هذا التوحش الامريكي اثار حفيظة حتى حلفاء امريكا في المعسكر الراسمالي الغربي، الذين يرون في التطرف الامريكي الذي لا يتوانى عن استخدام القوة العسكرية لتحقيق اهدافه الاقتصادية المتمثلة بنهب ثروات الشعوب وتجويعها، خروجا عن المبادىء الرسمالية، في رسم صورة في غاية التوحش للغرب في نظر الشعوب الاخرى.
اما على الجانب الاخر، الجانب الذي يحاول منح النظام العالمي بعدا انسانيا، تتربع الجمهورية الاسلامية في ايران، التي مازالت وعلى مدى اكثر من اربعين عاما، تدفع اثمانا باهظة من اجل هذه الغاية التي تقاعست اغلب دول العالم من القيام بها اما خوفا من امريكا او تاييدا لها، ففي الوقت الذي تنازلت الحكومات والانظمة العربية عن القضية الفلسطينية، الا بعض الحكومت التي تعد على اصابع اليد الواحدة، وتركوا الشعب الفلسطيني وحيدا امام العصابات الصهيونية، اتخذت ايران موقفا انسانيا ثابتة يتمثل بالدفاع عن الشعب الفلسطيني مهما كلفها غاليا، كما رفضت غزو العراق وافغانستان، وحذرت من خططات امريكا، في الوقت الذي صمت نصف العالم وايد النصف الاخر امريكا الا ما ندر، ووقف لى جانب الشعبين العراقي والافغاني بعد الغزو.
في سوريا عندما تكالب اغلب العالم عليها بتحريض امريكي اسرائيلي واضح، قدمت ايران يد العون الى الشعب السوري ليتصدى للهجمة التكفيرية الصهيونية على سوريا والتي كانت تستهدف تقسيم سوريا وشرذمة شعبها، ونفس الموقف تكرر مع اليمن المظلوم الذي لاذ العالم باجمع للصمت وخذل الشعب اليمني الاعزل امام تحالف العدوان السعودي الاماراتي الامريكي الاسرائيلي، واصبح طعمة للاوبئة والامراض والحصار، فوقفت ايران عكس التيار وحاولت مد العون الى الشعب اليمني الابي.
اخيرا، برزت وحشية امريكا بأبشع وجوهها ، وانسانية ايران بأنصع وجوهها، في الحصار الامريكي البلطجي على الشعب الفنزويلي، الذي يعاني من نقص حاد في الوقود بعد ان منعت امريكا دول العالم من التعامل مع فنزويلا، فاذا بها تمتثل، الا ايران التي مدت يد العون للشعب الفنزويلي الذي يواجه كارثة كورونا الى جانب كارثة الحصار التجويعي الارهابي الامريكي.