الأخوان الإيرانيان كوانجي: نحو عالم أكثر أمناً للأطفال
by لندن - كاتيا يوسفالأخوان شاهین وجهانكیر كوانجي، هما ناشطان إيرانيان في مجال حقوق الإنسان وباحثان. تعرّضا بعد إطلاقهما حملة عالمية لمنع زواج الأطفال (GCPCM) في إيران، لتهديدات وتحذيرات طالبتهما بإيقاف الحملة.
يقول شاهين في حديثه لـ "العربي الجديد"، إنّ "حملة منع الإساءة للأطفال، لاقت ترحيباً كبيراً منذ لحظة انطلاقها، وتمّ تطبيقها في العديد من البلدان. وتقديراً لقيمتها، رسمت 41 دولة في العالم، 1869 لوحة، تعكس صوراً عمّا يواجهه الكثير من أطفالنا من ضرر نفسي وجسدي من دون أن يتجرأوا عن التبليغ عن معاناتهم". يتابع شاهين أنّه وأخاه، جهانكير، أطلقا أول حملة وطنية من برنامج منع إساءة معاملة الأطفال في إيران، والتي جمعت أكثر من ثلاثة آلاف توقيع.
وإلى جانب هذا البرنامج، يبذل الأخوان كوانجي، جهوداً أخرى تصبّ جميعها في مجال دعم النساء ومنع إيذاء الأطفال، منها حملة بعنوان "5 دقائق صف" في الشارع، التي نجحت في تثقيف ثمانية آلاف طفل عامل، في جميع أنحاء البلاد، حول النقاط الأساسية الوقائية لمنع إساءة معاملتهم، ورفع مستوى الوعي لديهم للتعرّف على أنواع الإساءة التي يجهلها هؤلاء الصغار. ويقول شاهين: "إنّنا نرى عدداً لا يستهان به من الأطفال، ممّن يلقون باللّوم على أنفسهم ويخافون حتى من إخبار أهلهم أو أي شخص آخر، عن الإساءة التي تعرّضوا لها".
كذلك يلفت شاهين، الذي يرأس المجلس الآسيوي "WAMS" (الأكاديمية العالمية للعلوم الطبية)، أنّه وجهانكير، أطلقا حملة وطنية أخرى مماثلة، في جميع مدن إيران تهدف إلى تعليم أكثر من 15 ألفاً من الآباء والأمهات، على استخدام أساليب تحمي أطفالهم من التعرّض للإساءة.
تتنوّع برامج الأخوين كوانجي الإنسانية، التي تهدف إلى حماية الأطفال، وهما يديران أيضاً برنامجاً بعنوان "جسدي هو جسدي" في إيران، بعد أن تمّت ترجمته بأكمله إلى اللغة الفارسية.
حاز الشقيقان شاهين وجهانكير كوانجي، على جوائز عدّة تكريماً لأعمالهما، وقد تمّ اختيار هذين الشقيقين الشابين، كأفضل مخترعين في إيران، في عام 2009، وحصلا على جائزة "أفضل مخترع شاب"، قدّمها لهما الرئيس الإيراني وقتها، محمود أحمدي نجاد. وفازا بهذه الجائزة، عام 2010، للمرة الثانية، فضلاً عن حصدهما العديد من الميداليات والجوائز في ألمانيا وبولندا وكرواتيا، في المهرجانات العالمية للاختراعات.
في المقابل، لم ترَ الجماعات المتشدّدة في إيران، أنّ أنشطة الأخوين كوانجي، تصبّ في خدمة البلد، بل وجدوا أنّها تثير الفتن وتعارض الدين، الأمر الذي تسبّب في الهجوم والاعتداء عليهما، جسدياً، حيث ضُربا بشكل عنيف. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قصد المتطرّفون منزلهما وألقوا حامض النيتريك "الأسيد"، على النوافذ، وهدّدوا أيضًا بإلقاء الحامض على وجهيهما حتى يفقدا بصرهما. فلم يبق أمام الشابين اللذين أدركا خطورة هذه الجماعات وقدراتها على إلحاق أذى أكبر بهما، قد يصل إلى حد قتلهما، سوى خيار واحد، ألا وهو الفرار من البلد في أقرب فرصة ممكنة. غادرا إيران، ويفضّلان التكتّم على مكان إقامتهما الحالي خوفاً من ملاحقتهما.
ويوضح شاهين لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه الجماعات المتطرّفة في إيران، تعارض برامج صفوف منع إيذاء الأطفال، لأنها تعتقد أنّ أيّ صفوف تثقيفية حول إساءة معاملة الأطفال، لا تصنّف ضمن الإجراءات الصحيحة في البلاد. وتؤمن هذه الجماعات أنّ هذه الصفوف ما هي إلاّ نشاط يحرّض ضد الدين.
من جهته يؤكّد شاهين، أنّهما لا يمارسان أي نشاط سياسي أو معادٍ للدين، بل يرغب وشقيقه، في جعل هذا العالم مكاناً أكثر أمانًا للأطفال، من مبدأ إيمانهما العميق بأنّ من حق كل طفل الحصول على تعليم جيد.