الأمم المتحدة تحذر من "كارثة إنسانية" بسبب "غزو الجراد"
أمام العالم أسابيع قليلة للتحرك واحتواء "غزو الجراد"، في القرن الافريقي قبل أن تتحول إلى أزمة حقيقية. ولكن يبدو أن التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة لم تجد آذانا صاغية من قبل الدول والحكومات لأن الدعوة إلى تمويل طارئ بقيمة 70 مليون يورو لا تزال بعيدة المنال.
أسراب الجراد بالمليارات
وفي الأثناء، تجتاح أسراب الجراد التي يقدر الخبراء أعدداها بالمليارات شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا في واحدة من أكثر الظواهر تدميرا للطبيعة منذ عقود، إذ يمكن لأسراب الجراد تناول نفس كمية الطعام التي يتناولها عشرات آلاف الأشخاص يوميا، وهو ما يعرض إنتاج المحاصيل والأمن الغذائي وملايين الأرواح للخطر.
الفقر والهجرة
وحذرت الأمم المتحدة من أن اتساع دائرة هجوم الجراد في افريقيا، والذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، وتلف مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة والمحاصيل. يورونيوز تحدثت إلى دانييلي دوناتي، نائب مدير قسم الطوارئ والتأهيل في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في روما والذي قال: "من الآن إلى غاية يونيو-حزيران، يمكن أن ترتفع أعداد الجراد بمقدار 400 مرة، بسهولة بالغة. وإذا ظلت العملية الكلية للسيطرة من الآن وحتى نهاية العام تعاني من نقص التمويل، ولم تنجح لأي سبب من الأسباب، فقد نتحول من تصاعد إلى الطاعون: يعني الطاعون أن وجود الجراد في المناطق المصابة سينتشر على مدى عدة سنوات، سنتين أو ثلاث بسهولة". وأضاف: "وفي هذه الحالة، سيكون للأمر تأثير على الفقر، وتأثير على الهجرات الداخلية".
الجراد سينمو وسيتلف المزيد من المحاصيل
وأشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أنّ الأمطار المرتقبة في الأسابيع المقبلة ستساعد الجراد على النمو وإتلاف المزيد من المحاصيل. وقد تأثرت إثيوبيا والصومال وكينيا بموجة الجراد التي التهمت مساحات شاسعة من المحاصيل، وعلى ما يبدو، فقد عبرت أسراب الجراد حدود أوغندا الشمالية لأوغندا، وقد تصل إلى جنوب السودان قريبا.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، توجه رئيس وكالة برنامج الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة، إلى الحكومات لحثها على التحرك وتقديم الأموال لمكافحة موجة الجراد حيث قال: "لا تفعلوا شيئا وسنحتاج إلى 1.1 مليار دولار لإطعام 13 مليون شخص تأثروا بعد فقدان محاصيلهم ومصادر رزقهم".