على إيقاع "الفالنتاين": دار المسنين بمنوبة تحتفي في عيد الحب بخطبة المسنين نور الدين ومنيرة
اختار مسنان مقيمان بمركز رعاية المسنين بمنوبة مناسبة عيد الحب للاستقرار في خريف العمر وتتويج علاقتهما بخطبة رسمية احتفلا بها اليوم الجمعة وسط جو عائلي حميمي وزغاريد النزيلات في خطوة غير مسبوقة وفريدة من نوعها بالمركز.
وجدت العاطفة طريقها الى قلبي المسنين نور الدين (70 عاما) ومنيرة ذات ال56 عاما منذ اشهر ليتشاركا همومهما ويتقاسما اعباء الحياة التي انتهت بهما وحيدين بلا عائلة ولا اشقاء ولا سند لهما في الحياة.
قدم نور الدين الى دار المسنين منذ اكثر من سنة بعد اقامة طويلة بالدول الاوروبية وانقطاع عن العائلة وأخبارها لسنوات عديدة، فلم يجد مسكنا يأوي اليه ولا أشقاء ولا أقارب ليلتجأ الى مركز رعاية المسنين ليقضي هناك بقية سنوات عمره.
اندمج نور الدين مع اغلب النزلاء وشاركهم همومهم ومشاغله ثم ربط علاقة وثيقة مع منيرة المرأة المتعلمة والمثقفة التي تقاربت معه في أفكاره وتنامت ت مشاعر الألفة بينهما شيئا فشيئا معلنة بداية قصة حب "لم يعيشاها أبدا" حسب تعبيرهما.
استعادت منيرة من رفيقها بالمركز نور الدين "نور البصر" الذي فقدته بعد مرضها، واكتسبت قوة وتوهجت رغبتها في الحياة بعد أن كانت خبت منذ سنوات إثر اصابتها جراء حادث مرور في شبابها راح ضحيته والدها وظلت هي مقعدة على كرسي متحرك لا رفيق لها في الحياة سوى والدتها التي فقدتها ايضا وانتهى بها الحال مقيمة في مركز المسنين بلا ولد ولا سند... كان لقرار نور الدين الذي لم يتزوج من قبل ، التقدم للارتباط بمنيرة المسنة الضريرة والمقعدة المقيمة بنفس الدار منذ 2007، الوقع الايجابي لدى جميع القائمين على المؤسسة، وفق ماذكرته مديرة المركز فتحية عوادي لصحفية مكتب وكالة تونس إفريقيا للأنباء لتقرر وبقية اطار الدار اعلان خطبة الثنائي ومباركتها والاستعداد لتتويجها لاحقا بعقد زواج ومراسم زفاف بهيج .
خطبة تقبلها الجميع برضا وسرور وباركتها مصالح مندوبية شؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن وولاية منوبة وأرادها الثنائي رسالة مجتمعية ترجمتها ان الحب لا يعترف برحيل العمر وان قطار الزواج لا يتوقف في محطة المسنين.
تقول رئيس مصلحة المسنين بالمندوبية الجهوية لشؤون المراة والاسرة والطفولة وكبار السن سنية حسيون، إن هذا الارتباط العاطفي بين نورالدين ومنيرة فرصة لتقاسم تفاصيل الحياة بإيقاع جديد، قد تعيد لهما القدرة على التواصل والانتصار لحب الحياة.
يعتقد الخطيبان ان طريق العمر القادم لن يكون مفروشا بالورود فلا عمل ولا دخل قار ولا مسكن ياويهما بعد اقترانهما في الفترة القادمة وارتباطهما بالزواج ومغادرتهما دار المسنين .. هما يأملان في دعم وزارتي شؤون المرأة والشؤون الاجتماعية ليوفرا لهما الظروف الملائمة للاستقرار ويساعداهما على التغلب على صعوبات الحياة.