عنب بلدي
“الطفيلي”.. فيلم يشرح نمط معيشة الطفيليات في المجتمعات الإنسانية
by عنب بلدي“كوميديا بلا مهرجين، مأساة دون أشرار”، هكذا وصف المخرج الكوري الجنوبي، بونج جو هو، فيلمه “الطُفيلي” (Parasite) الذي أنتج عام 2019، والحائز على أربع جوائز “أوسكار” لعام 2020 في نسخته الـ92، بالإضافة لجائزة “السعفة الذهبية” في مهرجان “كان” السينمائي.
يقدم الفيلم (132 دقيقة) رسالة إنسانية تبرز من خلال كوميديا سوداء لقصة عائلتين من طرفين متعاكسين من الطيف الاجتماعي والاقتصادي، متماثلين بعدد أفراد العائلة الواحدة، زوجان وابنة وابن، تتضح مع أول مشهد في الفيلم، الفروقات المادية التي كانت أساس بناء الشخصيات في الفيلم وصنع سردية قصته دون إغفال تفاصيل أماكن سكن العائلتين.
تعيش العائلة الأولى بين المناطق العشوائية، بنمط حياة تطفلي من أجل التأقلم بسلاسة مع وضع العائلة المادي المتردي، إذ نسمع في أوائل مشاهد الفيلم على لسان الابن، “لقد انتهى أمرنا، لا مزيد من الواي فاي المجاني”، بعد أن غيرت السيدة التي تسكن الطابق الأعلى كلمة السر للشبكة.
ويأتي تغيير رقم السر الخاص بشبكة الواي فاي، بعد أن كان الإنترنت هو الطريقة الوحيدة لتواصل العائلة مع العالم الخارجي، بعد أن انقطعت خدمات الاتصال عن هواتفهم.
في علم الأحياء يعرف “المتطفل” بأنه كائن حي يعتمد خلال مراحل حياته المختلفة على أكثر من عائل آخر.
ويحظى ابن العائلة الأولى بعمل كمدرس لغة إنجليزية لدى ابنة العائلة الثانية البرجوازية، التي تسكن في منزل أنيق معماريًا.
يظهر بعد ذلك ما هو أكثر بؤسًا من أن تعيش العائلة الفقيرة كمتطفلة، وهو اكتشاف رجل بهيئة شبح في قبو تحت منزل العائلة الغنية، وهو زوج الخادمة، يعيش وحيدًا منذ سنوات، ليتحول الأمر إلى أشبه بصراع عنيف ودموي من أجل البقاء على قيد الحياة.
اعتبر الناقد المصري وصاحب برنامج “فيلم جامد” عبر “يوتيوب” محمود مهدي، أن فيلم “Parasite” واحد من أفضل عشرة أفلام شاهدها في سنة 2019.
وجود الترميز السينمائي في الفيلم يلاحظ في نهاية الفيلم، إذ ينتهي بنفس المشهد، وهو لقطة لقبو العائلة الفقيرة، لكن الشيء المختلف بين اللقطة الأولى والثانية، أن الأولى كانت في النهار، أما الثانية فكانت مليئة بالظلام، مما يرمز لبقاء الوضع الاقتصادي على ما هو عليه، في العالم الرأسمالي.