1% بالمئة من المواليد الجدد يبصرون الحياة مع عيوب خلقية في القلب
by https://www.facebook.com/Monte.Carlo.Doualiyaاختير عيد الحب في 14شباط/ فبرايرليكون أيضا يوما توعويا بالعيوب الخلقية الخطيرة للقلب التي تطال 1% من إجماليحديثي الولادة. لستّين سنة خلت، كان يصل فقط إلى عمر النضوج 20%من الأطفال المُصابين بعيوب خلقية في القلب.
أمّا اليوم، فإنّ أكثر من 90 % من الأطفال الذين خضعوا للعمليات الجراحية التصحيحية لثقوب القلب ولصماماته يعيشون لعمر النضوج وما فوق بفضل التطوّر الطبّي الذي أحرز على صعيد براعة وفن إتقان العمليات الجراحية الدقيقة للقلب.
فالجراحة التصحيحية لبنية القلب ما قبل العام الرابع أو العام الخامس باتت سهلة وأقل تعقيدا عمّا كانت عليه في الماضي وساهمت بنجاة الكثيرين من الموت.
تُشخص العيوب الخِلقية الخطيرة للقلب قبل ولادة الطفل أو في الأشهر الأولى ما بعد الولادة. وقد تتضمّن العلامات المنبئة باحتمال وجود أعطال في قلب المولود الجديد جملة من الأعراض الواجب أن ينتبه إليها الآباء. من بينها نأتي على ذكر اللون الرمادي أو الازرقاق الباهت في الجلد والتنفس السريع وتورم الساقين أو البطن أو مناطق محيطة بالعين. وخلال التغذية يحصل ضيق في التنفس ينجم عنه ضعف في زيادة الوزن لعدم مقدرة الطفل على الحصول على الوجبة الكاملة من طعامه.
نلفت الانتباه هنا إلى أنّ العيوب الخِلقية في القلب قد لا يتم تشخيصها إلا بعد وصول الطفل إلى مرحلة متقدّمة من العمر لغياب الإشارات الواضحة عن وجود مشكلة ما في بنية القلب. لذلك إنّ العلامات والأعراض التي تدعو للشكّ بأمر الإصابة بالعيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال الكبار قد تتضمن مجموعة أخرى من العلامات الواجب أن تدفع بالأهالي لزيارة طبيب قلب أطفال. نوردها بالنقاط التالية: الإصابة بضيق التنفس أو بالإرهاق البدني أثناء ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية أو الإغماء بعد الجهد البدني أو التورّم سواء كان في اليدين أو الكاحلين أو القدمين.
إذا لاحظتم أيها الآباء والأمهات أيًا من العلامات والأعراض المذكورة سابقا اتصلوا بطبيب الطفل المتابع لوضعه الصحّي. ويوجّهكم طبيب الطفل الأساسي إلى طبيب قلب أطفال قادر على الجزم ما إذا كانت الأعراض التي يشكو منها الطفلناجمة عيب في القلب أو بسبب حالة صحية أخرى.
وللوصول إلى تشخيص دقيق، يطلب طبيب قلب الأطفال من الأهالي أن يجروا لطفلهم صورة للقلب بالتصوير الشعاعي écho-doppler مع فحص التخطيط لكهربائية القلب ما بعد الجهد، ما يُطلق عليه تسمية ECG Electrocardiogramme. وهذه الفحوصات كفيلة للكشف عن العطل الحاصل في بنية القلب، وعلى أساسها يدعون أم لا الأهالي إلى تقبّل فكرة إخضاع طفلهم لعملية جراحة تصحيح بنية القلب.
وعلى الرغم من أنّ السبب المحدّد لمعظم عيوب القلب الخلقية غير معروف ولا يمكن تجنب الإصابة بهذه الحالات، إلاّ أنّ ثمة بعض الأمور التي على المرأة الراغبة بالحمل أن تنتبه إليها لأنّها تخّفّف إجمالا خطر إصابة الطفل المنتظر بالعيوب الخلقية وربّما أيضا أمراض القلب الخلقية. هذه الأمور نوجزها في الآتي:
الإصابة بعدوى الحميراء أثناء الحمل قد تؤثر على نمو قلب الطفلِ. لذلك من واجب المرأة قبل محاولتها الحمل أن تحصل على لقاح الحميراء (الحصبة الألمانية).
ثانيا، على المرأة أن تنتبهأثناء فترة الحمل إلى الحالات الطبية المزمنة. فإذا كانت تشكو من داء السكري، فهي مدعوّة إلى إبقاء نسبة السكر في الدم تحت السيطرة لأنّ ضبط مستوى السُكّر في الدمّ يقلّل خطر إصابة الجنين بالعيوب القلبية. وفي حال كانت المرأة الحامل مصابة بأمراض مزمنة أخرى على غرار الصرع، فما عليها إلاّ أن تناقش مخاطر وفوائد أدوية الصرع مع طبيب النسائية الذي يتابع حملها.
ثالثا، على المرأة الحامل أن تتجنّبمواد التلوين والطلاء ومواد التنظيف ذات الرائحة القوية. ويُفترض أن تبتعد عن تناول الأدوية بدون وصفة مُسبقة من الطبيب وألا تلجأ إلى طبّ الأعشاب أو إلى المكمّلات الغذائية بدون استشارة مُسبقة. كما أنّ عليها أن تنقطع انقطاعا كلّيا عن تدخين السجائر وعن تناول كافة أنواع الكحول طيلة فترة الحمل من أجل وقاية جنينها من العيوب الخلقية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المرأة الحامل بمقدورها تناول الفيتامينات المتعددة الحاوية على حمض الفوليك folic acid أي فيتامين B9. فقد اتّضح عبر الدراسات أن التناول اليومي لحمض الفوليك بمقدار 400 ميكروجرام، يقلل نسبة حدوث العيوب الخلقية الحاصلة في الدماغ والحبل الشوكي، وربما يساعد حمض الفوليك في تخفيض مخاطر العيوب البنيوية في القلب أيضًا.
من جهة أخرى، نوجّه نصيحة إلى كافة مرضى القلب الصغار أو الناضجين ممّن سبق وأن خضعوا لعملية جراحية تصحيحية لبنية القلب، بألاّ ينسوا ضرورة تناول المضادات الحيوية ما قبل الإقدام على عمليات قلع الأسنان وما قبل إجراء العمليات الجراحية سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
والمُصارحة بإخبار طبيب القلب المتابع دوريا لوضعكم الصحّي بما تشاؤون فعله من جراحات وتداخلات طبّية يعود عليكم بالتوجيه الطبّي المنطقي الذي يرعى خصوصيتكم. فقد يكون قرار طبيب القلب بإعطائكم مضادا حيويا ما قبل الخضوع للعمليات الجراحية صائبا لأنّه يخشى أن تلتقطوا بسبب العملية نفسها التهابات على غرار التهاب الشُغاف أو التهاب بطانة القلب الذي يُسمّى بالإنكليزية Infective Endocarditis وبالفرنسية Endocardite bactérienne d’Osler.
النشرة الإعلاميةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
تحميل التطبيق
google-play-badge_AR