هل يقتصر هجوم الحريري على "التيار" وباسيل أم يطال العهد وعون؟
by مصباح العليليس غريبا على الحياة السياسية في لبنان احتدام الخلاف بين أطراف الحكم و نشوب المعارك ثم عقد التسويات في الغرف المغلقة، في ظل سقوط التسوية بين عون و الحريري، و التي أتت بالأول رئيسا للجمهورية وقع المحظور وسط تكهنات عدة حول الاشتباكات المتوقعة و حدودها و مداها
.
صفارة الهجوم انطلقت عمليا بعدما استبق الحريري ذكرى 14 شباط و باغت الساحة بهجوم عنيف قوامه عن إنجاز واحد حققه "التيار"، قابله التيار بهجوم مضاد من زاوية رفض تحميل عهد عون تبعات عهود طويلة من الحريرية السياسية اوصلت البلد إلى حالة الفساد جراء نهب المال العام.
لسان حال تيار "المستقبل" عدم القبول بفض التسوية عبر معادلة خروج الحريري مقابل إكمال عهد عون و كأن شيئا لم يكن، زاد منها مغالاة "التيار الوطني الحر" عبر الحديث عن تكبيل العهد في العهد السابق فيما بات متاحا الآن الانصراف إلى إصلاح الدولة و مكافحة الفاسدين، يضاف إليها التهديد بفتح الملفات و محاسبة الفاسدين و استعادة المال العام.
على وقع قرع طبول الحرب، أفادت معلومات عن مسعى قام به "حزب الله" لوضع قواعد للاشتباك بين الطرفين قوامها محاولة تحييد عون و رئاسة الجمهورية من نيران "المستقبل" مقابل سكب المياه الباردة فوق الرؤوس الحامية في التيار العوني.
وجهة نظر "حزب الله" كما شرحتها مصادر سياسية لـ "لبنان 24“ تتعلق بضرورة التعامل مع الوضع المأزوم بمسؤولية و حكمة من دون الانجرار إلى معارك عبثية لا طائل منها طالما أن الخراب سيطال الجميع.
في هذا الشأن، تشير المصادر المعنية إلى أن تصويب الحريري على باسيل سيصيب شخص الاخير كما فريق العهد باضرار جسيمة، سواء لجهة المسؤولية الكاملة عن التعطيل المعتمد لتحقيق مكاسب داخل السلطة ام لناحية الاستئثار بملف الكهرباء طيلة 10 سنوات ثم إتهام الآخرين بالعرقلة.
بالخلاصة، قد لا يسمح حجم الكارثة و هول المصيبة لطرفي النزاع المشار اليه ترف إلقاء التهم و تراشق المسؤولية، فهناك عامل مستجد منذ ١٧ تشرين الاول متمثل بغضب الناس و حنقهم الذي قد يتحول كالنهر الذي سيجرف كل شيء وسط هبّة شعبية جديدة غير مسبوقة.