معاناة وطن!
by جيزيل أبي خليل الحاجأبكاني وشطر قلبي لقاء وداع شابة قررت عائلتها الهجرة بعد طول صراع مع عواصف الحياة في لبنان. اليوم حدث أمامي هذا المشهد الذي يستحق وقفة ضمير. وهنا المعضلة! ضمير من؟ ضمير مسؤول؟ أي مسؤول؟ وأي ضمير؟جنة السماء على الأرض تتحول إلى برج بابل قد يفرغ قريباً من روحه الحية، بينما المرجو للبناننا الحبيب عنصرة تجدد وجه الوطن والمواطن. مشهد اليوم يجب أن يهز العروش حتى أكثر من زلزال الأزمة الاقتصادية، أزمة الليرة والدولار والسيولة. مشهد اليوم يجب أن يهز العروش لأن لبنان يواصل "تهشيل" أبنائه وهو بالتالي يفرغ ذاته من ثروته الحقيقية، الثروة البشرية. اليوم نظرت إلى شبيبة بعمر الربيع، تحلقوا مودعين صديقة العمر ورفيقة الطفولة. تجمعوا وتضامنوا كي يطبعوا في ذاكرة الصديقة الغالية ذكريات لا تمحوها المسافات. عبروا عن المحبة والوجع وألم الفراق بكلمات صادقة، عميقة ومؤثرة. ضموا صديقتهم بقوة كأنهم يريدون منعها من الهجرة وإبقاءها متجذرة هنا في أرضها. تبادلوا النظرات كأنهم يريدون معاتبة الوطن وايقاف الزمن قبل أن تكبر أكثر بعد قافلة المغتربين. بين حب البقاء في الوطن وضرورة الابتعاد عنه من أجل استمرارية البقاء، تعقد الغصة الحناجر، تتهادى الدموع وتنشطر القلوب. شبيبة اختصرت بدقائق معاناة وطن! وطن مصوا دماءه، استنزفوا طاقاته وها هم اليوم يقضون على أعظم ثرواته. عائلاتنا تصارع من أجل البقاء بكرامة وتناضل لبناء المستقبل لكنها أصبحت ترى أن الغد شاق، متعثر وصعب المنال في هذا البلد الحبيب. لذلك، مرغمة، تختار الرحيل. تسلخ عن أرضها، عن ذاتها وعن كيانها. ترحل لتبحث في البعيد عن وسادة آمنة تصون الكرامة وتحفظ دمعة الأسى وحرقة القلب على "وطن مسلوب" سنظل نحبه حتى آخر نفس. مواضيع ذات صلة سيدي الرئيس... لقد حان الوقت! ذكرى التاريخ إما استرداد الأموال المنهوبة أو المجهول اليسا في "النهار": تكشف اسراراً وتبوح