الفنان "فؤاد عواد" أمسية عنه تحية لروحه

by

توفي قبل أربع سنوات عن 73 عاماً تاركاً باقة من الألحان والمقطوعات الموسيقية إضافة إلى عشرات الدارسين الذين تتلمذوا على يديه في جامعة الكسليك. الفنان "فؤاد عواد" تحت المُجهرفي أمسية أحيتها "الأوركسترا الوطنية اللبنانية الشرق عربية" بقيادة المايسترو "أندريه الحاج" تحية لروحه وعطائه النغمي المتميز،على خشبة مسرح "بيار أبوخاطر".

بعد كلمة إفتتاحية لنجله رصد خلالها سيرة والده الحياتية والفنية عزفت الأوركسترا مجموعة مختارة من بين ما لحّن وكتب من موسيقى بحضور عدد من الشعراء (هنري زغيب، ميشال جحا، مروان نجار) الذين تعاون معهم في أغنياته، إضافة إلى المطربة "ميشلين خليفة". الأمسية إستعانت إضافة إلى عازفيها بـ "كورال الغناء الغربي في الكونسرفاتوار" (درّبت عناصره الفنانة عايدة شلهوب زيادة)، وبصوتين مميزين جداً "نادين" (نادين عواد داغر) إبنة المحتفى به وهي تتمتع بخامة صوتية جاذبة وجميلة، والشاب "ميشال خوري" الذي لفتنا بمواصفات رجالية عالية من طبقة الكبير "وديع الصافي"، مما أضفى على المحطات الغنائية لكليهما، خصوصية التعامل مع نماذج الألحان المختارة، فكانا مناسبين إلى درجة كبيرة لما أدياه على الخشبة.

هي عشر محطات تعاملت معها الأوركسترا بكثير من الإنضباط والمزاج العزفي الصافي إنسجاماً مع الأسلوب الخاص الذي يعتمده المايسترو "الحاج" في القيادة الحيوية النابضة بحس خاص مع النغمات المميزة، فتبدو الصورة للمتابع، بأن هناك حباً خالصاً يكمن في مشاعره لما يديره بكل جوارحه. معزوفتان (الينابيع، ولونغا حجاز) وثماني أغنيات (داب قلبي، قالولي شعرك مجنون، إمّي منار الزمان، لوّح يا قصب، بيروت، دقّي يا منجيرة، شعبك واقف بالريح، وأرض الحلم)، وجمهور رائع ملأ المقاعد بالكامل، متفاعلاً بإيجابية مع المادة الموسيقية، وكانت إندفاعة في الإنسجام مع أغنية "شعبك واقف بالريح" كلمات "هنري زغيب" الذي جاورناه في المقاعد وأسف لأن الأغنية لا يسمعها كثيراً هذه الأيام رغم أنها تتناسب مع أجواء المرحلة الراهنة.

الأمسية تميزت أيضاً بحضور متقدّم وفاعل للكورال، نعم ، فمع كورال مهني خبير إرتحنا إلى مقاربة الأصوات لما أراده "عوّاد" ولما شدد عليه المايسترو الحاج الذي كان عليه ضبط العازفين والكورال، بحيث لم نجد فارقاً في الإجادة بين الطرفين رغم الخبرة المتقدمة لعدد من العازفين على زملائهم في الأوركسترا.