رونالدو وميسي في فريق واحد: حلمٌ لو يتحقَّق!
هل يُمكن لنا أن نتخيَّل النجمين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يلعبان سوياً في فريقٍ واحد؟
by حسن زين الدينسرت شائعات في الأيام الأخيرة عن اهتمام يوفنتوس الإيطالي بضمّ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي خصوصاً مع وجود بند في عقد الأخير يُتيح له مغادرة برشلونة مجاناً في نهاية أيّ موسم حتى انتهاء عقده الحالي في 2021. ماوريتسيو ساري، مُدرِّب "اليوفي"، سُرعان ما خرج لينفي الأمر جملة وتفصيلاً مُتحدّثاً عن استحالة حصول ذلك. نعم هو أمر مستحيل أو فلنقل شبه مستحيل لأن كل شيء يبقى مُمكناً في عالم الكرة وهذا ما حصل مع النجم الآخر البرتغالي كريستيانو رونالدو بمغادرة ريال مدريد الإسباني بعد أن قاده إلى ألقابٍ وألقابٍ طيلة 10 سنوات وأصبح هدّافه التاريخي، لكن يرى كثيرون أن الأمر يختلف مع ميسي الذي نشأ في الملاعب الأوروبية مع "البرسا" منذ مطلع مسيرته، على عكس رونالدو، وكتب كل أسطورته في صفوفه، ويذهب هؤلاء إلى أن الأقرب مثلاً أن يُنهي "ليو" مشواره مع فريق الطفولة في الأرجنتين نيولز أولد بويز وهذا ما لم يستبعده ميسي نفسه في أكثر من مناسبة، خصوصاً أن أكثر النجوم الأرجنتينيين الذين لمعوا في ملاعب أوروبا عادوا وأنهوا مسيرتهم في بلدهم مع فريقهم الأول وبينهم الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا مع بوكا جونيورز رغم المجد الذي حقّقه مع نابولي الإيطالي.
لكن رغم أن ما قيل عن اهتمام يوفنتوس بضمّ ميسي هو مُجرَّد شائعات نفاها ساري وتبدو شبه مستحيلة فإننا كمُتابعين للكرة من حقّنا أن نأمل أن يصبح هذا "المستحيل" ممكناً أو على الأقل أن نحلم به ولو أن هذا الحلم لن يعجب جمهور "البرسا" وهذا طبيعي تجاه نجم يُعدّ أيقونة فريقهم ويريدون انتهاء مشواره مع ناديهم. أن نحلم بأن نرى ميسي يلعب إلى جانب رونالدو. هذا الحلم الذي سيكون أجمل نهاية لمسيرة نجمين كبيرين أو أسطورتين لم تعرف الكرة في تاريخها تنافساً بين لاعبَين مثلهما لفترة أكثر من 10 سنوات حيث سيطرا على كل الألقاب والجوائز والأرقام القياسية.
فلنتخيَّل المشهد إذاً: ميسي ورونالدو في أول مباراة مع يوفنتوس في الملعب وأمامهما الكرات الذهبية التي أحرزاها في مسيرتهما وعددها 11 كرة حتى الآن (6 لميسي و5 لرونالدو) تلمع أمام عدسات المُصوّرين. فلنتخيَّل أعداد المشاهدين الذين سيتابعون هذه المباراة حول العالم. سيكون لا شك الرقم قياسياً لم تشهده أي مباراة في تاريخ اللعبة بما في ذلك نهائي كأس العالم.
فلنتخيّل مثلاً كيف سيتبادل اللاعبان التمريرات في المباراة، كيف سيُسدّدان الركلات الثابتة وكلاهما "أستاذ" في تنفيذها، كيف سيُسجّلان الأهداف، كيف سيحتفلان، ولنقس على ذلك المباريات التالية طيلة تواجدهما في الفريق ذاته.
كل من رونالدو وميسي أشاد في أكثر من مناسبةٍ بالآخر وأكَّدا عدم وجود صِراع بينهما كما يعتقد الجميع وبأنهما أصدقاء ويُكنَّان الإحترام لبعضهما، حتى أن ميسي أكَّد قبل المباراة الأخيرة بين برشلونة وريال مدريد في "الكلاسيكو" أن "الميرينغي" تأثّر برحيل رونالدو وأنه يتمنَّى لو كان لا يزال موجوداً مع الفريق، أما "الدون" فأبدى سابقاً ترحيبه بفكرة أن يلحق به ميسي إلى الدوري الإيطالي. تبقى هذه كلمات طبعاً لكن في حال لعبا سوياً يمكن أن نرى حقيقة انعكاسها في الملعب وكيف سيكون التفاهُم بين اللاعبَين وكيف سيتصرَّفان وهل سيكون هناك تنافُسٌ بينهما وإنْ كانا سيقدِّمان نموذجاً يُحتذى في الزَمالة بين أسطورتين في فريقٍ واحد.
هو حُلم جميل يتمنّى الجميع أن يتحقّق وإن كان شبه مستحيل. لكن، مهلاً، الأمر ليس حلماً، إذ هل يمكن تخيّل مباراة اعتزال رونالدو أو ميسي من دون أن يدعو أحدهما الآخر إليها؟ الجواب المنطقي هو لا. على الأقل إذاً سيلعبان في مباراتين سوياً.