ريمون الحولي حاملاً همّ الصناعة اللبنانية في هجرته... "بالارادة ننجِز"
by كني-جو شمعونلم يعلم الدكتور ريمون الحولي، ابن طرابلس-الشمال، أنّ الحرب التي أبعدته عن بلاده هي نفسها التي ساهمت في صياغة قصّة نجاحه. من موقعه في باريس، ساهم المغترب في نقل المنتوجات والصناعات الغذائية اللبنانيّة إلى فرنسا وأوروبا، وبينها سلع شهيرة مثل "قرطاس" للمعلبات و"ميمونة" للمربى وماء الورد، قهوة "سوبر برازيل"، طحينة وحلاوة "قناطر" ونبيذ "Cana".في أحد المعارض. في نظر الحولي، يلعبُ التصدير دوراً هامّاً في دعم الصناعيّين اللبنانيّين إذ إنّه من المستحيل ترويج البضاعة كافّة في الداخل الضيّق. لذا قرّر القيام بمشروع منتج يساعد من خلاله أبناء وطنه من صناعيين وتجار ومنتجين، فأسّس شركة Orienco في تشرين الأوّل 1990 ونشاطها الأساسي استيراد البضاعة اللبنانية وتوزيعها في أوروبا. تتمركز شركة Orienco قرب مطار شارل ديغول، ومساحتها تفوق الـ20000 متر مربّع بعدما كانت تقتصر على 400 متر مربّع عند تأسيسها؛ من ضمن أولويّاتها إنتاج المكسّرات والفاكهة المجفّفة. نالت الشركة شهادتي ISO 22000 و9001 وتتّجه لاعتماد قواعد النوعيّة الأوروبيّة. لديها 500 متعاون وتوزَّع بضاعتها على مساحات كبيرة وعديدة مثل Carrefour ، Casino، Auchan، Leclerc.في أحد المعارض. استطاعت Orienco خلال السنوات الثلاث الأولى إثبات وجودها في السوق، ما حفّز الحولي في عام 1994 على إطلاق Les Délices d’orient وهو متجر نموذجي أراده نقطة التقاء لكلّ اللبنانيين المقيمين في أوروبا. يستطرد: "أصبحت هذه المؤسّسة مساحة جميلة تستقطب اللبنانيين والعرب والأجانب والذين يأتون للتعرّف على المنتوجات والمطبخ اللبناني".تتعهّد Les délices d’orient تحضير الطعام للحفلات في اللقاءات التي تعدّها السفارة اللبنانية والجمعيات والمؤسسات اللبنانية الناشطة في فرنسا. يقول الحولي لـ"النهار": "حين زار الرئيس ميشال عون مع وفد وزاري فرنسا، دعيتُ من قبل بلديّة باريس. في كلمة الترحيب، أشار المحاضر إلى النشاط الإقتصادي والتجاري لـ Délices d’orient منوّهاً بالوجه الحضاري الذي أضافته المؤسّسة على المجتمع الفرنسي".ريمون الحولي. امتيازات دوليّةالحولي عضو في مجلس المكسّرات والفاكهة المجففة الدولية INC، ويعتبر أنّ حجم شركته صغير لكنّ حضورها التجاري وازن. فلقد كانت Orienco من الرعاة الرسميين لمؤتمر الـINC الأخير الذي أقيم في ولاية ميامي الأميركيّة. وستحتفل بعيدها الثلاثين في المؤتمر المقبل في دبي ليكون حدثاً استثنائيّاً يضعها في قلب مهنة الفاكهة المجففة عالميّاً ويحفّز مكانتها في الأسواق الدولية". غداة مؤتمر ميامي، انتُخب الحولي عضواً في مجلس إدارة نقابة الفاكهة المجفّفة في فرنسا. ارتباطه بلبنان عام 2009، خلال احتفال أقيمَ في فندق "لو روايال" ضبية، تسَلَّمَ الحولي ميدالية أفضل موزّع للمنتوجات اللبنانية في أوروبا. يقول بفخر: "انتمائي لوطني يدفعني أكثر فأكثر للعمل مع لبنان ولأجله". يشحن على متن طيران الشرق الأوسط لصالح Délices d’orient 100 طن سنوياً ويتمنّى القدرة على المزيد. يؤكّد أنّ "الصناعيين اللبنانيّين يعملون في ظروف صعبة جدّاً، فالشعب اللبناني يعاني من الفقر وتقهقر الطبقة الوسطى". وفي رأيه، "أننا بالاردة والعمل المثابر يمكن أن ننجز".عام 2000، بادر لإقامة معارض يجتمع فيها الصناعيّون اللبنانيّون لترويج منتوجاتهم، ويحضرها ديبلوماسيون ووزراء لتأمين دعم معنوي للصناعة اللبنانية. يسرد الحولي أنّه تقدّم منذ أكثر من عشر سنوات بملف كامل عن كيفيّة دعم الصناعة اللبنانية في الخارج وخصوصاً في فرنسا وأوروبا، وكيف يمكن تنظيم لجان للحصول على مساعدات من السوق الاوروبية، ورفع الملف إلى الرسميّين اللبنانيّين. ويشرح أنّه ساهم في إقرار لجنة المعايير في لبنان، مع جمعية الصناعيين اللبنانيين للتأكيد على الجودة والنوعية في التصدير. لكنّه يتأسّف لعدم التزام المؤسسات بجدّية.ريمون الحولي. دوافع هجرته في عام 1979 انتقل ريمون الحولي من طرابلس إلى بيروت ليلتحق بكليّة العلوم في الجامعة اللبنانية في الحدت، ويتابع دراسته في الرياضيات. لكنّ ظروف الحرب أجبرته على الانتقال إلى الجامعة اللبنانية في الشمال، فاضطرّ لتغيير اختصاصه. تابع دراسة العلوم الاجتماعية حتّى الماجيستير وأنهى سنتي حقوق وفلسفة في ظلّ جوّ ضاغط على طرابلس جرّاء نزاع بين السوريين والفلسطينيين. عام 1984، وصل إلى فرنسا على أمل أن يتسجّل لنيل شهادة الدكتوراة وتحضيرها في لبنان نظراً لإمكانيّاته المادية المتواضعة. لكنّه تفاجأ بقرار الجامعة التي طلبت منه إعداد الرسالة محليّاً بإشراف الدكتور موريس روبان. عمل بجديّة فحاز على ماجيستير من السوربون وعلى شهادة دكتوراة في العلوم السياسية والاقتصاديّة من باريس 10. أطروحته تمحورت حول الوضع الاقتصادي في لبنان وتأثيره على الحركة النقابية. خلال تحضيره كتابتها، انخرط في العمل الاقتصادي-التجاري ما ساعده على بلورة حلمه في مساعدة وطنه واكتساب مهارات لتحقيقه.ريمون الحولي. مواضيع ذات صلة مغتربون من 26 مدينة حول العالم في رسالة تضامن مع ثوّار لبنان: "معكم للآخر" (فيديو) المغتربون يملأون الساحات من جديد "ضدّ القمع" مغتربون من 26 مدينة حول العالم في رسالة تضامن مع ثوّار لبنان: "معكم للآخر" (فيديو) اليسا في "النهار": تكشف اسراراً وتبوح