https://24.ae/images/Articles2/20201312051261668E.jpg
مظاهرات ضد صفقة القرن في الضفة الغربية (أرشيف)

الفلسطينيون في مواجهة خطة ترامب للسلام

عندما علم الزعماء الفلسطينيون أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للشرق الأوسط بات وشيكاً، سارعوا بالدعوة إلى "يوم غضب" في دعوة يملؤها الحماس والشجاعة تستخدم كثيراً للنفير لمقاومة إسرائيل.

لكن لم يخرج سوى قلة من المتظاهرين بالفعل إلى الشوارع، رغم رفض الفلسطينيين على نطاق واسع، لمقترحات ترامب.

إنها فجوة بين الخطاب الرنان، وما يحدث على أرض الواقع، تجسد الصعاب التي يواجهها زعماؤهم في الضغط على الولايات المتحدة، وإسرائيل.

وعلى مدى عقود ماضية، كان النقاد يصفون الفلسطينيين بالرافضين، الذين يرفضون باستمرار عروض التسوية على أمل، لا جدوى منه حتى الآن، في أن يحمل المستقبل ما هو أفضل.

ويتصاعد الإحباط الداخلي في القيادة الفلسطينية منذ سنوات، فيما يسعى الرئيس محمود عباس الذي يتقدم به العمر إلى تحقيق إرث، لكن الأفق يضيق أمام مسعاه لتحقيق تقدم في تحويل حلم شعبه بالحرية إلى حقيقة.

وعلى النقيض من التوقعات، اقترح ترامب حل "الدولتين" للصراع ولكن بشروط صارمة، تجعل أي دولة فلسطينية في المستقبل، تحت رحمة السيطرة الأمنية الإسرائيلية، بشكل شبه كامل.

وأسعد تأييد ترامب لإسرائيل في الاحتفاظ بمستوطناتها، اليمينيين، الذين طالبوا على الفور ببسط السيادة الإسرائيلية على 30% من الضفة الغربية المحتلة، التي استولت عليها إسرائيل في حرب  1967.

ويقول الفلسطينيون، إن "مثل هذه التحركات من شأنها أن تقود إلى نظام للفصل العنصري".

وترفض إسرائيل أي تشبيه لسياساتها مع الفلسطينيين بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا.

ويقول المحللون، إن "الفلسطينيين تنتظرهم فترة عصيبة".

وقال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس بلندن غريغ شابلاند: "ليس أمامهم خيارات مفيدة. الرد بشكل إيجابي على خطة ترامب للسلام أمر مستحيل على أي زعيم فلسطيني. سيبدو أمام شعبه، وكأنه باع القضية الفلسطينية بالكامل".

وأضاف شابلاند "يبدو أن الأمر كله مُرتب بطريقة ما، ليكون لزاماً على الفلسطينيين أن يرفضوا وبعد ذلك يمكن للأمريكيين أن يقولوا لإسرائيل ولبقية العالم امضوا قدماً، لأن الفلسطينيين غير مهتمين بالسلام كما هو واضح".

ووقف بالفعل على هذا الخط الهجومي جاريد كوشنر، صهر ترامب والمهندس الرئيسي للخطة، الذي قال للصحافيين: "لن نستجدي الفلسطينيين.. من الصعب عليهم أن يمثلوا دور الضحية عندما يكون لديهم بالفعل صفقة حقيقية مطروحة على الطاولة".

ومن الساحات المتاحة أمام عباس، ساحة الأمم المتحدة، لحشد المعارضة الدولية لخطة ترامب، ولكن واشنطن تستطيع استخدام حق الفيتو لإجهاض أي خطوة في مجلس الأمن.

وحتى إذا فاز عباس بالدعم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لن يثمر ذلك عن شيء يذكر على أرض الواقع أكثر مما أثمر عنه تصويت في 2017، دعا ترامب إلى التخلي عن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، إذ حصل الفلسطينيون على تأييد 128 صوتاً من أصل 193، لكن كل ذلك لم يكن سوى مجرد استعراض للدعم الخطابي.

ولذلك سيحاول عباس أيضاً تلمس سبل أخرى، ويسافر إلى القاهرة، يوم السبت، لحضور اجتماع لجامعة الدول العربية مع الحلفاء الإقليميين.

وإلى جانب ذلك للفلسطينيين فرصة المضي في خطوات قانونية في المحكمة الجنائية الدولية، أين تسعى رئيس الادعاء فيها إلى التحقيق في جرائم حرب مزعومة في الأراضي الفلسطينية، رغم أن المحكمة لم تحسم بعد قرارها حول الولاية القانونية في هذا الشأن.

وتقول إسرائيل إن "المحكمة ليس لها اختصاص للتحقيق في الأراضي الفلسطينية".