https://alwafd.news/images/news/7f93ca64ba2c918675e0fc960248acdf.jpg
الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء

رئيس الوزراء يستعرض التوجهات المُستقبلية للتوسُع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي

by

 استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا أعده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، حول التوجهات المُستقبلية للتوسُع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في المجالات التي تخدم حياة الإنسان، كأحد أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة.

 

 أوضح أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، القائم بأعمال رئيس المركز، أن مصطلح الذكاء الاصطناعي يعني مُحاكاة ذكاء الإنسان وفهم طبيعته، وعمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الإنساني، لافتًا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تغلغلت في مجالات الحياة كافة، بداية من المجالات التكنولوجية والتجارية، حيث تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاقتصادية بالبورصة، وصولاً إلى المجالات السياسية والعسكرية، من خلال أنظمة الأسلحة المُعززة بالذكاء الاصطناعي، ناهيك عن العديد من المجالات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والعمالة، والعدالة الجنائية، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، وتعلم اللغات، والتنبؤ بالطقس، وتشغيل السيارات ذاتية القيادة والطيارات من دون طيار، وفحص التصاميم الصناعية.

 عرض القائم بأعمال رئيس المركز، أهم الاتجاهات المستقبلية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2020 وفقًا لأبرز التوقعات، مُشيرًا إلى أن من بينها التوسع في تطوير بيئة الأعمال، للقيام بالمهام بطريقة أسرع، بما يتيح المجال أمام العنصر البشري لقضاء المزيد من الوقت في المهام المُعقدة والإستراتيجية والإبداعية، والاستهداف المباشر للمستخدمين لمعرفة اهتماماتهم وسلوكياتهم، والتنبؤ باحتياجاتهم بدقة متزايدة، الأمر الذي يُعزز من تقديم الخدمات الحكومية، إضافة إلى توفير وإتاحة البيانات بدقة أكبر، والتي يمكن استخدامها في عملية اتخاذ القرار المُستندة على الذكاء الاصطناعي.

 كما تضمنت التوجهات المستقبلية انتشار الأجهزة والخدمات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لتصبح أكثر توافرًا وأقل تكلفة، الأمر الذي يُسهل من إدماجها في الأجهزة والصناعات المستقبلية كافة، وكذلك تحقيق أنماط عمل مواز بين البشر والآلات، يقوم خلالها البشر بالوظائف ذات المهارات الإبداعية والتواصل، بينما تقوم الآلات بالأعمال الروتينية والإدارية التي تستدعي القُدرة على تجميع البيانات وقياس ردود الأفعال، ووفقًا للتوقعات فإنه بحلول عام 2025 سوف تستثمر 75% من المؤسسات

في إعادة تدريب الموظفين من أجل سد الفجوات في المهارات اللازمة للتوافق مع تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

 أضاف الجوهري، أن التطبيقات والأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستكون قادرة على العمل حتى في الأوقات والأماكن التي لا تتوافر فيها شبكات الألياف البصرية والأجهزة المحمولة فائقة السرعة، كما سيكون بالإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي للاكتشاف المُسبق للهجمات السيبرانية، وإتاحة فرص هائلة للشركات لتقديم الخدمات بطرق جديدة ومبتكرة.

 

 أضاف، أن إحصاءات حاضر ومستقبل الذكاء الاصطناعي، تشير إلى أنه من المتوقع تحقيق أعلى عائد في قطاعات تجارة التجزئة، والخدمات المالية، وخدمات الرعاية الصحية، حيث ستزيد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من إنتاجية تلك القطاعات، ومن ثم جودة المنتج وزيادة معدلات استهلاك الخدمات المُدعمة بالذكاء الاصطناعي.

 أشار إلى أنه من المتوقع أن ينمو حجم سوق الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير مؤسسة Technavio العالمية المتخصصة في مجال البحوث والاستشارات التكنولوجية، بنحو 75.5 مليار دولار أمريكي، خلال الفترة ما بين 2019 – 2023 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 33%، مستعرضًا أبرز الشركات القائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي يمكن الاستفادة من خبراتها على الصعيد الوطني، وهي: شركة ABB العاملة في قطاعات المنتجات الكهربائية، والروبوتات، والتشغيل الآلي، وشبكات الطاقة، التي توفر نظامًا لرصد وتنبؤ للانبعاثات مما يساعد فى توفير الطاقة، وكذلك شركة  Alphabet إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وتشتهر بمحركات البحث مثل جوجل، واستخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة الطاقة المنزلية، إضافة إلى شركة General Electric وتعمل في مجالات متنوعة مثل الطاقة المتجددة، والطيران، والرعاية الصحية، والنقل وغيرها، إضافة إلى شركة IBM وتعمل في مجال خدمات التكنولوجيا، وخدمات الاستشارات للذكاء الاصطناعي، وكذلك شركة Siemens التي توفر حلولاً رقمية

قائمة على الذكاء الاصطناعي، وذلك في مجال توليد الطاقة وإدارتها، لزيادة الإنتاجية، والكفاءة، والأداء، وتعد من الشركات الرائدة في مجال توفير الخدمات الرقمية للبنية التحتية.

 وحول مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2019، أوضح أسامة الجوهري، أن الترتيب الأعلى لمؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الحكومي تُهيمن عليه بُلدان تتمتع باقتصاد قوي، وحوكمة أكبر، وقطاعات خاصة مبدعة، حيثُ تأتي سنغافورة في المقام الأول كأولى الدول استعدادًا للذكاء الاصطناعي، بينما تُهيمن حكومات أوروبا الغربية على بقية الدول الـ20 الأولى، فضلاً عن كندا، وإستراليا، ونيوزيلاندا، وأربعة اقتصادات آسيوية أخرى، موضحًا أن مصر جاءت في المرتبة 111 من بين 194 دولة وإقليم، وفقًا لمؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2019 وجاءت في المرتبة العاشرة عربيًا.

 تطرق التقرير إلى التركيز على حاضر ومستقبل الذكاء الاصطناعي في مصر، حيث أوضح أسامة الجوهري، القائم بأعمال رئيس المركز، أن المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي الذي تم إنشاؤه في نوفمبر 2019 يتبع  مجلس الوزراء مباشرة، في دلالة على الاهتمام الحكومي بهذ الملف، ومن أهم اختصاصاته وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، ويتم تنفيذها خلال فترة تتراوح ما بين 3 و5 سنوات، وتأخذ في الاعتبار عددًا من المحاور.

 أوضح الجوهري، أن محاور وضع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، تتضمن: الاهتمام بمحور التعليم والتدريب، لمواجهة نقص العمالة المُدربة في مجال الذكاء الاصطناعي، وإعطاء الفرصة للشركات الناشئة للاشتراك في مشروعات مع جهات الدولة المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي، وعقد سلسلة من ورش العمل التي تضم ممثلي الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تصميم المناهج المطلوبة لبناء قدرات الشباب في هذا المجال.

 كما تناول التقرير التوجهات المستقبلية لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر، حيث أشار القائم بأعمال رئيس المركز، إلى أنه من المنتظر أن تسهم التطبيقات في تسهيل عملية الوصول للأطفال المفقودين، عبر مقارنة صور الأطفال المفقودين مع صور أطفال الشوارع التي يتم رفعها من خلال المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب التعرف على اهتمامات السياح بالآثار والتطبيق على عرض المقتنيات بالمتحف الكبير المزمع افتتاحه قريبًا، إضافة إلى استخدام بيانات الجرائم وتوقيتاتها ومكانها الجغرافي إلى جانب قاعدة بيانات المشتبه بهم، لاستحداث نموذج يسهل في عملية تحديد المشتبه بهم ومن ثم سرعة الوصول إليهم وحل القضايا المختلفة، وكذلك سيتم استخدام الأقمار الاصطناعية لرصد أنواع المحاصيل وفصيلتها، وخصائص التربة والرطوبة، ودرجة الحرارة، وصحة المحصول، وغيرها، بما يمكن من تقديم المياه، التي تحتاجها الأراضي الزراعية بشكل دقيق.