https://kataeb.org/thumbnaile/crop/800/465/2019/hassan-diab/hassan-diab-13.jpg

برودة عربية وتصلّب أميركي

تتجه الانظار الى ما بعد البيان الوزاري والثقة، كونهما من الاجراءات الشكلية، لان الاهم هو الاداء، وضرورة ان يكون متميزا عما كان سائدا سابقا، و"توّج" بإسقاط الحكومة السابقة تحت ضغط التحركات الشعبية. من هنا لا بد من خطة واضحة المعالم ومحددة الاهداف تستطيع التعامل مع الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، تمهيدا لاخراج البلد منها، قبل ان يصل الى الانهيار التام!

بين العرب والغرب

واشار مصدر وزاري الى ان الجهد منصبّ على انهاء البيان الوزاري، مع التأكيد على ضرورة ان يكون واقعيا وقابلا للتنفيذ، لان الناس لم تعُد تحتمل الكلام، ولذلك هناك تأنٍ في اختيار الجمل والتوصيات الواردة في بنوده.

وسئل: المهم في الموضوع ماذا بعد؟ اجاب: الثقة البرلمانية ستحصل عليها الحكومة، فالكتل المشاركة فيها ستمنحها الثقة وعدد نوابها كاف على هذا المستوى، مضيفا: اما الأهم فهو تحدي الثقة الخارجية حيث هناك خطان:

الخط العربي: حتى اللحظة هناك برودة تامة باستثناء برقية تهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة، من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وسوى ذلك لم يصدر اي رد فعل يذكر، ربما تنتظر الدول العربية الثقة البرلمانية او البيان الوزاري من اجل الحكم عليه.

الخط الغربي: المتمثل برأيين: الاوروبيون والفرنسيون تحديدا مستعدون للمساعدة انطلاقا من الشروط التي وضعها مؤتمر "سيدر" والالتزامات بالإصلاحات المنصوص عنها. اما الرأي الاميركي فهو "متصلّب" لجهة توضيح موقف الحكومة حول ملفات النأي بالنفس والعلاقة مع "حزب الله"...

وقال المصدر: لكن في النهاية، لا "مهرب" سوى الاعتراف بالحكومة، لا سيما بعد نيل ثقة المجلس، لا سيما وان القاسم المشترك هو تطبيق الإصلاحات والتجاوب مع مطالب الحراك اي المتظاهرين، وهذا ما ستعمل عليه الحكومة بكل جهد.

ثقة كبيرة

واضاف المصدر: لا بد للحكومة من ان تسترشد من المطالب المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي سيتضمنها البيان الوزاري، وفي الدرجة الاولى الاصلاحات والقضاء على الفساد، اما الأهم هو الشق المالي والاقتصادي ، فما زال حوله قلق، لان ليس هناك ثقة كبيرة بالاجراءات المتخذة حتى الآن.

واعتبر المصدر انه قبل الكلام عن زيارة الرئيس حسان دياب الى دول الخليج، على الحكومة ان تثبث انتاجيتها من خلال ادائها، وبعدها قد تحدد المواعيد تباعا.

السلاح ليس مطروحا

واشار المصدر الى ان التعامل مع "حزب الله" ينطلق من كونه حزبا سياسيا حاضرا على الساحة اللبنانية، الامر الذي كان قد عبّر عنه السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، بعد لقائه وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، ان بلاده تفرّق بين موقفها من "حزب الله" ومن الحكومة الجديدة واللبنانيين.

وفي هذا السياق، شدد المصدر على ان السلاح لا يستعمل في الداخل، كما ان موضوع السلاح ليس موضوعا على نارٍ حامية، في ظل هذا الظرف لان هناك ما هو اهم واخطر ماليا واقتصاديا، وها هي ايضا"صفقة القرن" تطرق مختلف الأبواب...

اجواء السراي

من جهته، قال مصدر مقرّب من رئيس الحكومة: ليس لدياب اي اجندة سياسية، ولا حزب ولا مناصرين تم توظيفهم في الادارة، وبالتالي لديه الحرية التامة في التعاطي مع الملفات دون اي قيود، وعلى الرغم من اهمية الملفات السياسية، يركّز بالدرجة الاولى على الازمة الاقتصادية والمالية، وهذا هو العنوان الاساسي لحكومته، والذي سيطغى على البيان الوزاري.

وكشف المصدر انه الى جانب اعداد البيان الوزاري، والورشة الاقتصادية القائمة في السراي، يُعمل على رسم  خريطة طريق عملية للخروج من الازمة، او على الاقل تخفف من المخاطر المالية على الناس.

وفي هذا السياق، توقّف المصدر عند الاعلان عن ارتفاع  السندات الدولية للبنان المستحقة في آذار 2020 ، 4.1 سنت في قفزة قياسية مع تزايد التفاؤل بشأن السداد، معتبرا ان هذه القفزة اتت مع بدء الكلام عن اجراءات سيتخذها رئيس الحكومة، وهذا مؤشر ايجابي ومشجّع للبنان.

وشدد المصدر على ان اجواء السراي ليست سوداوية بالنسبة الى الوضع القائم، لكن يجب العمل على تغيير نمط الاداء. وختم محذرا من ان عدم الالتزام بالخطة التي ستُرسم للنهوض، سيدفع بالبلد الى الانهيار، الامر الذي لا يمكن لاحد تحمّل وزره.