https://www.eremnews.com/wp-content/uploads/2020/01/5-185-330x186.jpg

الغارديان: مع ”حتمية“ فشل خطة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. هذه الحلول البديلة

by

رجحت أطراف كثيرة من المجتمع الدولي فشل خطة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المشهورة بصفقة القرن المزعومة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولذلك جمعت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، بعض المقترحات من الخبراء الذين يقولون إن لديهم حلولا من شأنها أن تساعد على إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

يقول البروفيسور مايكل ميدوكروفت، من جامعة ”ليدز“ البريطانية، إنه يتعين على الولايات المتحدة إنهاء دعمها السنوي بمليارات الدولارات لإسرائيل، كما يقول مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، إن الخطة التي أعلنت هذا الأسبوع ستجعل احتلال ما بعد عام 1967 دائما، ويقترح البروفيسور سافيل كوشنر، من جامعة ليفربول، حلا لدولة واحدة.

وبصرف النظر عن خرقها العدالة والمبادئ الإنسانية، تعتبر النقطة البارزة في خطة ترامب ونتنياهو هي افتقارها التام للارتباط بالواقع فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، فهي تهدف بكل جوانبها إلى ”تطبيع الاحتلال“.

وتساءل الخبراء عما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستقبل الهيمنة الفلسطينية بهدوء على حياة شعبها إذا كان الوضع معكوسا، وطرحوا فيما يلي بعض أفكارهم:

إيقاف المعونة

وقال البروفيسور مايكل ميدوكروفت، إنه إذا كان المواطنون الإسرائيليون مقيدين خلف جدار، وأجبروا على استخدام طرق منفصلة، وصودرت أراضيهم لصالح الفلسطينيين، وكانت لديهم قواعد صارمة في الحركة، وعوملت اللغة العبرية على أنها أقل شأنا، فلا شك أنهم سيعملون بشتى الطرق ضد مضطهديهم، وسيكونوا محقين في ذلك.

وبالطبع تجادل إسرائيل بذريعة مفادها أن هذه التدابير هي من أجل أمنها، لكن هذا مفهوم مغلوط، فكل حركة لتقييد الحياة الفلسطينية تثير رد فعل متزايد ضد إسرائيل.

ورجح مايكل ألا تنعم إسرائيل بالسلام مع جيرانها بينما تقوم بقمعهم، مشيرا إلى أنه إذا كان ترامب يريد حقا تعزيز أمن إسرائيل، فهناك طريقة واحدة بسيطة، وهي إيقاف المعونة البالغة حوالي 4 مليارات دولار سنويا لإسرائيل، والتي تستخدم في المقام الأول لدعم الجيش الإسرائيلي، وهذا من شأنه أن يجبر حكومة إسرائيل على القدوم إلى طاولة المفاوضات ومناقشة تسوية عادلة ومنصفة حقا بين الجارتين.

إعلان حرب

من جانبه، أشار كريس دويل إلى أن خطة دونالد ترامب ليست خطة سلام بل إعلان حرب، موضحا أنها مصممة لمنح إسرائيل السيطرة على معظم أراضي فلسطين دون مقابل، فصفقة القرن تمنح إسرائيل موافقة الولايات المتحدة لضم الأراضي المحتلة التي استولت عليها بالقوة واستعمرتها.

وفي المقابل يسمح للفلسطينيين أن تكون لديهم مناطق خاضعة لسيطرتهم الذاتية، ولكنها ستكون منزوعة السلاح، وتخضع جميع عمليات الدخول والخروج منها للسيطرة الإسرائيلية، وليس لديها أي حق في أن يكون لها مطار أو ميناء مستقل.

وإذا تمت الصفقة، فقد يطلق عليها دولة فلسطينية، ولكنها ستكون كيانا تابعا تحت رحمة القوة المحتلة، وبذلك لن ينتهي الاحتلال الذي استمر منذ عام 1967 وسيصبح دائما.

وحذر كريس من أن هذا يعطي رسالة واضحة مفادها بأن أي قوة تستطيع السيطرة على الأراضي والاحتفاظ بها، وهذا يلغي القانون الدولي ويتيح المجال لقانون الغاب، حيث ستبحث الوحوش الكبيرة مثل روسيا والصين عن دول أضعف لتستغلها، ما يزعزع الأمن العالمي.

دولة واحدة

بدوره، أشار البروفيسور سافيل كوشنر إلى أن استحالة تفكيك مستوطنات الضفة الغربية غير القانونية، وسخافة اقتراح إنشاء دولة فلسطينية مجزأة مرتبطة بممر، واحتمال العسكرة الإسرائيلية تجاه أي سلطة فلسطينية مستقلة، يعني أن الحل الوحيد لهذه المسابقة الصعبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو إقامة دولة واحدة.

فقد مثل التنوع العرقي الذي يتكون منه اليهود والفلسطينيين، تاريخ المنطقة الواقعة غرب الأردن وشرق الفرات وجنوب اليمن وأقصى شمال منطقة القوقاز كان على مدار الألفي عام الماضية موقعا للتبادل الثقافي والديني والعقائد المتداخلة.

وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلا، إلا أنه من المرجح أن يطغى التاريخ والديموغرافيا على التمييز والجشع اللذين يشجعان اليوم على الانفصال.

وبذلك يكون حل الدولة الواحدة منطقيا تاريخيا، وأيضا من الناحية الاقتصادية الحديثة، حيث يجمع بين صنفين متناقضين من السكان يجتمعان في كونهم راقين ومتعلمين.

وحظرت إسرائيل مؤقتا مثل هذا الحديث بموجب قانون ”الدولة القومية“، مستشهدة بوهم الاختلاف الوراثي، إلا أنه من الصعب تفسير الصمت المريع حول هذا الخيار الإنساني وغيابه عن المناقشات بين المراقبين الديمقراطيين الأكثر ليبرالية.

https://www.eremnews.com/wp-content/themes/eremnews-v5/images/mailto-desk.png