كيف غيرت صفقة ترامب الاردن؟..مشعل على”المملكة” ومخيم “البقعة” يتحرك والأمني”تراخى قليلا”
عمان ـ “القدس العربي”
لا أحد يعلم المسافة التي يمكن للأردن ان يقطعها سياسيا محتفظا ب”كلا الثلاثية” في وجه صفقة القرن.لكن بعض تأثيرات الصفقة بدت “سريعة وفعالة”.
وفي حال استمرارها قد تعيد خلط بعض الاوراق محليا وينتج عنها “مستجدات” لها علاقة هذه المرة بإصطفاف الشارع والدولة والملك هذه المرة خلف نفس الموقف.
بين المستجدات التي من الصعب عدم ملاحظتها شطب مؤقت لإسم القيادي البارز في حركة حماس و”الأردني سابقا” خالد مشعل من قائمة”المحظورات” في الاعلام المحلي “شبه الرسمي”.
وهو ما حصل عندما إستضافت قناة “المملكة” ، التي تعتبر من أذرع الدولة الاعلامية، مشعل في حديث خاص وبصورة نادرة.
مشعل تحدث في الثوابت نفسها التي يتحدث بها الاردن وخاطب الجمهور الأردني معتبرا ان “مملكتهم” متضررة جدا من صفقة القرن.
في الاتجاه الموازي حصل ما لم يحصل في الماضي ودون اعتراض السلطات : أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العاصمة عمان يتحرك في تظاهرة سياسية بحضور آلاف من سكانه داخل محيط المخيم متوحدا تحت هتاف واحد:”الموت ولا المذلة”.
في الماضي القريب كان تحرك اللاجئين في الشارع الأردني وتحديدا في مخيم البقعة الضخم واوساط المخيمات يقرع كل أجراس الانذار الرسمية.
وقد تمكن الأهالي وحتى بدون “حضور أمني “ملموس أو ظاهر من التجمع والهتاف ضد صفقة القرن..هذا ايضا مستجد لا يمنع بعد الان في ظل الخطر الموحد من توجيه رسائل أردنية”مخيماتية” قريبا.
في الأثناء عاد الاسلاميون- وبدون اعتراض- للواجهة عبر تشكيل “التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن” ،وهي صيغة تعني بان الحركة الاسلامية تتهيأ لسلسلة اطول من اعتراضات الشارع ومسيراته لكن بدون”فيتو أمني” هذه المرة.
التحالف عبر عن نفسه بعد صلاة الجمعة الاخيرة وسط العاصمة عمان وقرب المسجد الحسيني ورغم اجواء الطقس والصقيع حيث حضر مئات المشاركين وسط هتافات حارة ايضا لم تعترضها السلطات.
القبضة الأمنية “تراخت قليلا” خلال اليومين الماضيين، بسبب صعوبة اي عملية هضم رسمية أو مؤسسية لمقترحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
وبرأي سياسيين قد تتطور مثل هذه الميكانيزمات الحيوية في الشارع الاردني، خصوصا وان الملك عبدالله الثاني اتصل الجمعة هاتفيا بالرئيس محمود عباس متضامناـ وابلغه بأن الاردن خلف المؤسسة الفلسطينية ،ولن تقبل ما لا يقبله الفلسطينيون، محتفظا بنفس الموقف القديم من حل الدولتين ودولة فلسطينية بعاصمة في القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من حزيران.