يوم «الخروج الكبير».. بريطانيا تدير ظهرها لأوروبا بعد 47 عاما من العضوية

https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.1302235.1580475121!/image/image.jpg
https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.1302234.1580475104!/image/image.jpg
https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.1302233.1580475077!/image/image.jpg

تغادر المملكة المتحدة اليوم الجمعة الاتحاد الأوروبي «بريكست» لتبدأ مرحلة غير محددة المعالم تمثل أكبر تغيير في مكانتها العالمية منذ أفول نجم الإمبراطورية البريطانية، وأشد ضربة لجهود دامت 70 عاما لتحقيق الوحدة الأوروبية على أنقاض الحرب العالمية الثانية.

وتخرج البلاد قبل ساعة واحدة من منتصف الليل من النادي الذي انضمت إليه في عام 1973، لتدخل فترة انتقالية تتمتع فيها بكل مزايا العضوية باستثناء الاسم حتى نهاية هذا العام.

وبضربة واحدة سيتم حرمان الاتحاد الأوروبي من 15 بالمئة من حجم اقتصاده، ومن أكثر الدول الأعضاء أنفاقا على التسلح ومن العاصمة المالية الدولية لندن. وسيشكل الانفصال مصير المملكة المتحدة ويحدد مقدار ثروتها للأجيال القادمة.

وسيقول رئيس الوزراء بوريس جونسون في خطاب تلفزيوني «هذه هي اللحظة التي ينبلج فيها الفجر ويرتفع الستار عن فصل جديد»، على الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل تذكر بشأن خططه بعد الخروج باستثناء الكلمات الحماسية.

وسيقول جونسون أحد القادة الرئيسيين في حملة «المغادرة» قبل الاستفتاء على الخروج عام 2016 «هذا هو فجر حقبة جديدة».

وبخلاف المعنى الرمزي الكامن في أن تدير بريطانيا ظهرها إلى 47 عاما من العضوية، لن يتغير الكثير فعليا حتى نهاية 2020 وهو التوقيت الذي وعد فيه جونسون بإبرام اتفاقية تجارة حرة واسعة مع الاتحاد الأوروبي أكبر تكتل تجاري في العالم.

وبالنسبة للمؤيدين يمثل خروج بريطانيا من الاتحاد حلم «يوم استقلال» بعيدا عما اعتبروه مشروعا محكوما عليه بالفشل يهيمن عليه الألمان وأخفق في تحقيق أحلام سكانه البالغ عددهم 500 مليون نسمة.

لكن المعارضين يعتقدون أن «بريكست» حماقة من شأنها أن تضعف الغرب، وتنسف ما تبقى من النفوذ العالمي لبريطانيا، وتقوض اقتصادها وتؤدي في نهاية المطاف إلى تحويلها لمجموعة من الجزر المنعزلة في شمال المحيط الأطلسي.

وفي بروكسل ذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، في خطاب بمناسبة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إن «القوة لا تكمن في العزلة الرائعة، ولكن في اتحادنا الفريد».

ويأتي تصريح دير لاين في إشارة إلى تعاليم السياسة الخارجية لبريطانيا بدءا من نهاية القرن التاسع عشر.

وقالت رئيسة المفوضية قبيل ساعات من خروج بريطانيا الرسمي من التكتل «بريكست» إن الاتحاد الأوروبي يريد «أوثق علاقة ممكنة» مع بريطانيا ولكنه سوف «يدافع عن مصالحه بعزم كبير».

وأضافت إن هذه «ليست نهاية، بل البداية.. الشعب البريطاني هو الذي قرر، ويجب احترام ذلك».