بعد التفشي المتزايد لـ كورونا.. ماذا يعني إعلان منظمة الصحة العالمية لـ حالة الطوارئ الصحية؟
by أماني إبراهيمأماني إبراهيم حالة من التخبط سادت منظمة الصحة العالمية بسبب أزمة فيروس كورونا، في البداية أقرت المنظمة أن الفيروس خطير وسريع الانتشار، ولكن يوم الإثنين الماضي أقرت باقتراف خطأ في تقييم مخاطر الفيروس التاجي الجديد، فبعدما وصفته بأنه يشكل خطرا عالميا رفضت إعلان حالة الطوارئ الصحية الدولية ووصفته بأنه خطير ولا يستدعي، حتى تراجعت عن هذا القرار وأعلنت أمس الخميس حالة الطوارئ الدولية.
وكان المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبربسوس، قد أعلن في مؤتمر صحفي في جنيف، بأن كورونا أصبح يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، واتخذت المنظمة هذا القرار ليس بسبب تزايد انتشاره في الصين، ولكن لانتشاره في عدة دول أخرى، مضيفا أنه سيثير القلق حال انتقاله إلى دول فقيرة.
التردد الذي ساد في المنظمة حيال إعلان حالة الطوارئ الدولية يجعل الجميع يتساءلون، ماهي حالة الطوارئ الدولية؟، وما تداعيات إقرارها وما سيترتب عليها؟
إعلان حالة الطوارئ الصحية الدولية يعد أمرا نادرا، فهي إقرارا من المنظمة العالمية بسهولة انتقال الفيروس وتشكيله خطرا على الصحة العامة حول العالم، وإعلان المنظمة هذا الأمر يعد تحذيرا لكل البلاد حول العالم لاتخاذ احتياطاتها لتفادي تحوله إلى باء.
وبمجرد إقرار المنظمة لحالة الطوارئ الصحية الدولية فإن هذا يعني أن البلاد ستتخذ احتياطاتها من خلال وضع إرشادات عن التعامل مع المرض، وتنفيذ الحجر الصحي، والكشف عن المسافرين، وضرورة تعليق الرحلات من وإلى البلد مركز المرض، وإعلانه لا يقلل من جهود الدولة صاحبة المرض المنتشر ولكنه يساعد باقي دول العالم التي ربما لم تستعد لمواجهته.
"فيروس سارس" كان أول خطر واجهته منظمة الصحة العالمية، والتي أطلقت بسببه قرار إعلان حالة الطوارئ الصحية الدولية في عام 2005، بعد عامين من انتشار المرض وتفشيه في أكثر من بلد.
اتخاذ قرار إعلان حالة الطوارئ الصحية الدولية حيال مرض ما أمرا ليس هينا، فقد أعلنت حالة الطوارئ الصحية الدولية 5 مرات فقط في تاريخها منذ بدء تنفيذ القواعد في عام 2000، وأقرتها خلال انتشار انفلونزا الخنازير في عام 2009، وفيروس زيكا في عام 2016، وفيروس بوليو التسبب في إصابة الأطفال بشلل الأطفال في عام 2014، وفيروس إيبولا في عام 2014 أيضا، وأعلنتها مجددا بخصوص إيبولا العام الماضي.
واتخذت منظمة الصحة العالمية قرار إعلان حالة الطوارئ الصحية الدولية بعد ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا والذي وصل إلى 10 آلاف مريض، وأودى بحياة 213 شخص، منهم 159 حالة وفاة في مدينة ووهان فقط، وعلى الرغم من إيقاف بعض الدول للرحلات الجوية من وإلى الصين إلا أنه كانت قد ظهرت حالات إصابة في عدة دول منها، وتنصح المنظمة بعدم السفر أو التجارة مع الصين، وضرورة تعاون الدول لإيجاد علاج للفيروس التاجي الجديد.