وزير السياحة والآثار يوجه برفع كفاءة الخدمات السياحية بدير العذراء بجبل الطير بالمنيا
تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، صباح اليوم، مجموعة من المواقع الآثرية والسياحية في محافظة المنيا، حيث قاموا بزيارة كنيسة ودير السيدة العذراء بمنطقة جبل الطير، وذلك بحضور الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية واليهودية، والمهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجولات التي يقوم بها وزير السياحة والآثار في محافظات مصر لتفقد المواقع الأثرية والوقوف علي درجة كفاءة الخدمات السياحية بها.
وكان في استقبالهم بالدير الأب ثاوفيلس والقمص متي كاهن كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير، حيث اصطحبهم في جولة حيث زار وزير السياحة والآثار ومحافظ المنيا كنيسة السيدة العذراء والمغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة اثناء وجودها في المنيا، كما استمعا الي شرح مفصل عن مشروع الترميم الذي يقوم به المجلس الأعلي للآثار بالدير والكنيسة والمغارة ومشروع تطوير المنطقة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها.
وقد وجه وزير السياحة والآثار ببعض التوصيات في أعمال الترميم لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها لخدمة الزائرين بصورة أفضل حيث أنها أحد محطات رحلة العائلة المقدسة.
وتعتبر منطقة جبل الطير هي أحد نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في المحافظات الثمانية التي يتضمنها خط سير العائلة المقدسة في مصر.
ومن جانبه قال اللواء أسامه القاضي محافظ المنيا، إن المحافظة تضع خطة شاملة لتطوير منطقة جبل الطير، بالتعاون والتنسيق مع المطرانية لتجهيز المنطقة لاستقبال السائحين الأجانب حيث تم إدراجها ضمن مسار رحله العائلة المقدسة.
وأكد المحافظ أن محافظة المنيا سياحيًا لا تقل عن أي مقصد سياحي مصري أخر، لأن المنيا بها الكثير من المواقع الأثريه العريقة والرحلات النيلية الرائعة، كما بها إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة وكذلك منطقه البهنسا لجذب السياحة الدينية.
وأضاف محافظ المنيا أن الاكتشافات الأثرية التي تم اكتشافها مؤخرًا، تساعد المحافظة لجذب المزيد من السائحين.
وقال المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال مشروع ترميم كنيسة الدير بدأ منذ عام 2018 بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية حيث تم تنفيذ الأعمال علي مرحلتين، شملت المرحلة الأولى الممر الغربي وقد انتهت تماما، والمرحلة الثانية شملت الممر الجنوبي ومازال العمل مستمر فيها.
تضمنت أعمال المرحلة الأولى ترميم حوائط وأسقف الكنيسة، كما تم الانتهاء من اعمال الترميم المعماري والإنشائي للمنارة بأدوارها المختلفة (دور أرضي – الدور الأول ”الميزانين“ – البرج الحر بداية من منسوب سطح الكنيسة حتى نهاية المنارة).
أما المرحلة الثانية فشملت أعمال ترميم العقود بالحائط البحري، وجاري استكمال باقي الأعمال والتي تتضمن ترميم الحوائط الحاملة للقبو، واستبدال لوحة الموزاييك الحديثة المنفذة عام 1987 الموجودة بالحائط الشرقي بالمدخل الجنوبي للكنيسة بلوحة أخرى من الموزاييك لرحلة العائلة المقدسة لتأخذ الطابع الأثري والشكل التراثي للفن القبطي، بالاضافةً الي وضع نظام جديد للاضاءة، كما سيتم رفع كفاءة الخدمات السياحية بها لاستقبال الزائرين.
ومن جانبه قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن دير السيدة العذراء يقع في الجانب الغربي من قرية جبل الطير بمحافظة المنيا فوق الجبل شرق النيل، وقد قامت الملكة هيلانه أم الامبراطور قسطنطين ببناء الكنيسة الأثرية بداخل الدير عام 328، والكنيسة منحوته في الصخر.
وقد تم حفر المعمودية في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويقع اللقان اتجاه الباب الغربي في منتصف ارضية الصحن ويغطية باب خشبي اما الهيكل فهو عبارة عن حجرة منحوته في الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان.
وأضاف مصطفى أن المغارة هي المكان الذي أقيمت به العائلة المقدسة أثناء رحلتهم في مصر لمدة ثلاثة أيام ، وهي ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية، وكانت تلك المغارة غير معروفة في الثلاثة قرون الأولى إلى أن حضرت الملكة هيلانه بعد أن تم أكتشاف الصليب المقدس.
جدير بالذكر أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلي مصر يعد مشروعاً قومياً باعتباره محوراً عمرانياً تنموياً يقوده قطاع السياحة ويؤدي إلي تنمية هذا المحور الي تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار.
يضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 2500 ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، حيث بدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقى للبلاد، مرورا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء “السريان”، والبراموس، والقديس أبو مقار.