أعراض اكتئاب الشتاء.. وهل يستلزم الخضوع للعلاج النفسي؟
تتسبب الأحوال الجوية السيئة خلال فصل الشتاء في اعتلال المزاج والشعور بالكآبة فيما يعرف باكتئاب الشتاء، غير أن استمرار هذه المشاعر قد يشير إلى الإصابة باكتئاب حقيقي يستلزم الخضوع للعلاج النفسي.
وقالت الطبيبة النفسية الألمانية إيريس هاوت إن بعض الأشخاص يعانون من حالة نفسية ومزاجية سيئة خلال فصل الشتاء بسبب الظلام والغيوم والبرد القارس وهطول الأمطار.
وأوضحت أن هذه الحالة تعرف طبيا باسم «الاضطراب العاطفي الموسمي» وتعرف في اللغة الدراجة باسم اكتئاب الشتاء.
ويحدث هذا الاضطراب بسبب قلة التعرض لضوء النهار؛ ما يؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات؛ إذ تتسبب قلة التعرض لضوء النهار في زيادة إفراز هرمون «الميلاتونين»، الذي يؤدي إلى الشعور بالتعب والخمول.
ومن الأعراض الأخرى للاضطراب العاطفي الموسمي اعتلال المزاج وسرعة الاستثارة ونوبات الجوع الشديدة.
ولمواجهة اكتئاب الشتاء تنصح هاوت بالتنزه في ضوء النهار لمدة نصف ساعة يومياً؛ إذ يساعد ضوء النهار الجسم على إفراز هرمون السعادة «السيروتونين»، الذي يعمل على تنشيط الجسم وتحسين المزاج.
من جانبه، قال الطبيب النفسي الألماني البروفيسور أولريش هيجيرل إنه إذا لم يفلح التنزه في ضوء النهار في مواجهة اكتئاب الشتاء، ينبغي حينئذ استشارة الطبيب؛ نظراً لأن هذه الأعراض قد تشير إلى أمراض عضوية مثل قصور الغدة الدرقية أو نقص فيتامين B12.
وأضاف أن هذه الأعراض قد تنذر أيضاً بالإصابة باكتئاب حقيقي، خصوصاً إذا كانت مصحوبة بالحزن الشديد واليأس والشعور بالذنب وإهمال الذات والدراسة أو العمل وإهمال الهوايات والعلاقات الاجتماعية.
وفي هذه الحالة يتطلب الأمر الخضوع للعلاج النفسي، مع إمكانية تعاطي مضادات الاكتئاب؛ نظراً لأن عدم علاج الاكتئاب الحقيقي قد يدفع المريض للتفكير في الانتحار.