أكشن - كوموفلاش

by

زمان كان فيها حاجة اسمها «تصوير أمريكانى» وكان بيحصل لما يكون المصور لا يريد أن يلتقط صورا لشخص بعينه وبالطبع لا يريد أن يذكر له ذلك صراحة ويوجه الكاميرا ويطلق فلاشات أو أضواء، ويقول حينها «أحلى صور يا عم».. وبعدها يحدث ما يحدث المهم الموقف انتهى وخرج المصور من هذه الأزمة وأيضا لم يدرك الشخص أنه لم تلتقط له صور. ولا أدرى ما سبب تسميتها بالأمريكانى قديما. ولكنى أدركت معناها حاليا وأكد عليه إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن خطة السلام الجديدة فى الشرق الأوسط أو ما سميت بصفقة القرن، فأيا كان المسمى ومهما تعددت البنود والأدوار إلا أن المؤكد أن هذه الصفقة كوموفلاش أو تصوير أمريكانى، فالمصور رئيس القطب الأوحد فى العالم يريد أن يقول للعالم أجمع أنه محترف التقاط صور وترك انطباعات، وأيضا يريد أن يكسب ود اللوبى اليهودى فى بلاده والعالم كله ليمهد لنفسه طريقا نحو فترة رئاسية ثانية وأيضا يزيل آثار وجهود خصومه  بمحاولة عزله من الرئاسة، المصور يعلم جيدا أن ابنته الشرعية إسرائيل تعيش أفضل أوقاتها منذ نشأتها أو زرعها فى منطقة الشرق الأوسط، فهى منذ اندلاع الدمار العربى أو ما عرف بالربيع العربى؛ وتنعم بالاستقرار والهدوء؛  فى حين أن ما حولها يعيش فى صراع وهموم، الله وحده هو من يعلم متى ستنتهى إن قدر لها الانتهاء، المصور متأكد تمام التأكد من رفض الفلسطينيين لصفقة القرن وبأنهم لن يتنازلوا عن شبر من أرضهم علانية وطواعية، ومع ذلك وضعهم فى مرمى كادر الكاميرا وأطلق الوميض وتركهم يتناحرون ويتشاحنون.المصور بالطبع بوصفه عالم بخفايا الأمور ويمتلك أدوات وأوراق رابحة فى المنطقة استغل المساحات والمشاهد التى تعج بها المنطقة، وأطلق وميضا يتلوه آخر لتكتمل اللقطات الأمريكانى ويواصل هو جهوده فى إحداث كل ما من شأنه أن يضمن مصالحه فى المنطقة، وأمن ابنته الشرعية إسرائيل، صفقة القرن ليست سوى  جس نبض جديد للوعى الوطنى العربى، وهى أيضا بالونة اختبار أو كما تعلمنا فى كليتنا الرائدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سياسة رجع الآثر أو الفيد بالك، فالبيت الأبيض يرغب فى معرفة ردة فعل المنطقة حيال أي خطوة مستقبلية تقوم بها الإدارة الأمريكية الهادفة فى المقام الأول لتعزيز مصالح الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط واستكمال بنيان الريادة العالمية أو القطب الأوحد. صفقة القرن ما هى إلا كارت جديد يلقى على ترابيزة المقامرين الراغبين فى الحصول على خيرات المنطقة وتفتتيها ونهبها بكافة الطرق الدبلوماسية وغير الدبلوماسية، صفقة القرن سيكتب عليها الفشل كما يعلم من أطلقها ولكنها ستنزع ورقة التوت عن كثير مما نشأ عليه  أجيال وساسة. صفقة القرن ستمر وكأنها لم تكن وسيبقى الأهم وهو ما ستظل عليه منطقتنا التى تؤكد أن التاريخ مهما أعاد نفسه إلا أن الدروس لا يستفاد منها أبدا.