https://static1.shasha.ps/cachedImages/resize/740/494/shasha_images/20190910105213-jpg-55430151698835227.jpg

ماذا يعني ضم إسرائيل للأغوار؟

شاشة نيوز: خلال الأعوام الأخيرة عملت إسرائيل على بسط سيطرتها على منطقة الأغوار الفلسطينية، من مصادرة أراضي أكثر وتهجير للسكان الفلسطينيين عن طريق تضيق الخناق عليهم وسلبهم كل مقومات البقاء.

هذه الإجراءات بدأت تظهر إلى الاعلام قبل عام فقط خلال الحملات الانتخابية الإسرائيلية، وذلك بإعلان بنيامين نتانياهو، رئيس حكومة الاحتلال، عن خطته لضم الأغوار، والتي تحدث عنها بوضوح خلال الإعادة الثانية للانتخابات في أيلول/سبتمبر) الفائت.

ورغم أن إعلان الضم جاء في إطار خوض نتانياهو للمعركة الانتخابية وكورقة رابحة للبقاء في الحكم، إلا أنها كانت نقطة إجماع في إسرائيل، وبندا أساسيا في صفقة القرن التي أعلن عنها قبل أيام في أمريكا، فماذا يعني هذا الضم؟

وتشكل الأغوار التي تمتد من بيسان جنوبا حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا، سلة غداء الفلسطينيين كونها منطقة طبيعية دافئة وخصبة مما أجعلها أنسب الأراضي للزراعة، وتشكل نصف المساحات الزراعية في الضفة الغربية، تنتج 60% من إجمالي الخضروات.
 
وتبلغ المساحة الإجمالية للأغوار، التي يفترض أن تشكل الحدود الشرقية لفلسطين، 720 ألف دونم، وتضمن أهم حوض مائي في فلسطين، وهو ما يعرف بالحوض الشرقي، وتقسم إلى الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية.

وخلال اتفاقية أوسلو، قسمت الأغوار حسب تصنيف تقسيم الأراضي إلى مناطق تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية ( أ) بنسبة 7.4% من مساحة الأغوار الكلية، ومناطق مشتركة بين السلطة وإسرائيل ومساحتها (ب) بنسبة 4.3%، ومناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة ضمن ما يعرف بمناطق (ج) وتشكل الغالبية العظمى من منطقة الأغوار (بنسبة 88.3%).

يقول مسؤول ملف الأغوار ومقاومة الاستيطان معتز بشارات إن الاحتلال عمل منذ احتلال الضفة الغربية في العام 1967 على السيطرة على الأغوار لأهميتها الاستراتيجية، والأن بات يسيطر بالكامل على 88% من أراضي الأغوار، ولا يحتكم الفلسطينيين سوى على الأراضي التي بنيت عليها مساكنهم.

وقال بشارات، إن الاحتلال يسيطر الأن على 2000 دونما يسيطر عليها الاحتلال بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة وسيطر عليها الاحتلال بشكل كامل و 180 ألف دونما من أراضي الأغوار الشمالية تم مصادرتها لهذا الغرض، و60 ألف دونما تم إعلانها محميات طبيعية، فيما أقام المستوطنين في الجانب الشرقي بؤرا استيطانية.

وتابع: التجمعات السكانية في مناطق (ج) أعلن عنها مناطق عسكرية مغلقه، لتضييق سبل الحياة على السكان وإجبارهم على الرحيل عنها، فبرغم من عدد الأبار المائية الموجودة في منطقة الأغوار، لا يستطيع السكان الاستفادة من هذه المياه، وتمت السيطرة الكاملة عليها من قبل الاحتلال، ويضطر أكثر من 11500 فلسطيني يسكنون الأغوار حاليا، إلى شراء المياه برحلة معاناة طويلة.

وقال بشارات إن كل سكان الأغوار وجهت لهم إطارات للترحيل ومعارة أراضيهم، وإعلان الضم الأن يعني منع الفلسطينيين بالكامل من دخول الأغوار، ووضع الحواجز والسيطرة الكاملة عليها، وأن يصبح على الفلسطينيين استصدار تصاريح من الاحتلال لدخولها.

ورغم أن أراضي الأغوار كلها مملوكة لأصحابها بأوراق طابو رسمية، إلا أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل هذه الحقوق للفلسطينيين، ومنذ العام 1967 وحتى الأن بنيت 31 مستوطنة أصبح يسكنها حتى العام 2015، 8300 مستوطن.

إذا كان الحال كذلك، فما الذي يمكن فعله لمواجهة هذه الإجراءات، حول ذلك يقول عضو لجان مقاومة الاستيطان والجدار  في الضفة الغربية صلاح الخواجا:" يجب أن نضع كل إمكانياتنا لمواجهة ما يجري على الأرض".

وتابع الخواجا:" إسرائيل تقوم الأن بترسيم حدود دولتها التي بدأت في العام 1967، والتي كانت منطقة الأغوار عمقها الاستراتيجي".

وقال الخواجا بضرورة الاستمرار بالفعل الشعبي المواجه والمقاوم لكل سياسات الاحتلال، وألا يبقى أهالي المنطقة وحيدين في معركتهم.