وفاة متظاهر عراقي متأثرا بإصابته.. والسيستاني غاضب
by بغداد- وكالاتتوفي متظاهر في محافظة الواسط جنوبي العراق، متأثرا بإصابته برصاص قوات الأمن خلال مواجهات الثلاثاء الماضي، في حين شهدت ساحات الاعتصام اليوم الجمعة هدوءا دون تسجيل لأي احتجاجات، وسط ترقب الشارع لانتهاء مهلة الرئيس برهم صالح من أجل توافق الكتل البرلمانية على تسمية رئيس حكومة.
وقال مصدر أمني عراقي لوكالة "الأناضول"، إن متظاهرا توفي في المستشفى في مدينة الكوت، متأثرا بإصابته بالرصاص قبل ثلاثة أيام، عندما أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين في ساحة التظاهر وسط المدينة.
اقرأ أيضا: مع قرب انتهاء مهلة رئيس العراق.. لا توافق على مرشح للحكومة
وأضاف المصدر أن متظاهرين آخرين ما يزالون يتلقون الرعاية الطبية في المستشفى، إثر إصابات خلال مواجهات جرت الثلاثاء الماضي.
السيستاني يرفض فض الاعتصامات
من جهته، عبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، الجمعة، عن غضبه بسبب فض الاعتصامات والتجمعات المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة بالقوة.
وأكد أنه يرفض ذلك بشكل "قاطع"، داعيا إلى الإسراع بتشكيل حكومة تحظى بثقة الشعب.
جاء ذلك في بيان تلاه ممثله عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء جنوبي البلاد.
وجدد السيستاني إدانته لاستعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين بما في ذلك عمليات الاغتيال والخطف.
ورفض "ما يقوم به البعض من الاعتداء على القوات الأمنية والأجهزة الحكومية وما يمارس من أعمال التخريب والتهديد ضد بعض المؤسسات التعليمية والخدمية".
وقال السيستاني: "لا بد من الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، ويتعين أن تكون جديرة بثقة الشعب وقادرة على تهدئة الأوضاع واستعادة هيبة الدولة والقيام بالخطوات الضرورية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة".
وأضاف: "الرجوع إلى صناديق الاقتراع لتحديد ما يراه الشعب هو الخيار المناسب في الوضع الحاضر، بالنظر إلى الانقسامات التي تشهدها القوى السياسية من مختلف المكونات".
ووصف صفقة القرن المزعومة بـ"الظالمة"، التي "كشف عنها مؤخرا لإضفاء الشرعية على احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية المغتصبة".
وأكد وقوفه "مع الشعب الفلسطيني المظلوم في تمسكه بحقه في استعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة"، داعيا "العرب والمسلمين وجميع أحرار العالم إلى مساندته في ذلك".
ومنذ السبت الماضي، تشن قوات الأمن حملة منسقة لتفريق المتظاهرين في ساحات يعتصمون بها منذ أشهر، في مسعى لإنهاء الاحتجاجات، وذلك باستخدام القوة المفرطة بما فيها إطلاق الرصاص الحي، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
وجاء هذا التحرك المفاجئ بعد ساعات من انسحاب أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من الساحات، إثر إعلان الأخير سحب دعمه من الحراك الشعبي.
يذكر أن مهلة الرئيس العراقي برهم صالح، تنتهي اليوم الجمعة، للكتل البرلمانية من أجل التوافق على تسمية رئيس للحكومة، مهددا باختيار شخصية، وبحسب التسريبات قد يكون رئيس جهاز المخابرات الوطني الحالي مصطفى الكاظمي المقصود، وفق مصدر لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: مرشح محتمل للرئيس العراقي.. هل تنهي مهلته أزمة الحكومة؟
يشار إلى أن الحراك الشعبي في العراق، أجبر حكومة عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ويصر المتظاهرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، التي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن العراق يشهد منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019، احتجاجات غير مسبوقة ضد الحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل.
ويعيش العراق فراغا دستوريا منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة في 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جراء الخلافات العميقة بشأن المرشح.