https://s.annahar.digital/storage/attachments/1116/BeirutBlackGates914_213087_highres.jpg

كش ملك

by

في خضم الصراع السلطوي يتناسى البعض خط الصعود البياني الوهمي المتلطية خلفه أذرع اللاعبين الحقيقيين لذاك المسار الخفي (المصالح)، فهي فترة زمنية آنية مرهونةً بإنجاز أو انتهاء مدة تلك المصلحة. ثم تنتهي تلك الأدوار وتختفي الوجوه. (تقاعد مبكر قبل سن المعاش) إن عاش.اللعبة تتكرر بوجوه مختلفة، وقد يتغير معها بعض اللاعبين، لكنها لا زالت منذ عقود مضت تفرض ظلالها على مقدرات البلد لتتحكم بمفاصل عدة لتبسط سلطتها المستبدة في الحياة اليومية محولةً هذه الحياة لرقعة شطرنج. فالبعض وزراء والبعض الآخر أفيالٌ وأحصنةً في قلاعٍ بيضاء وهمية تتستر خلفها لتخفي حقائق كثيرة عن أعين وعقول السواد الأعظم من العامة (البيادق).الصراع يزداد بتصاعد مخيف بين السلطويين الجدد، حتى شكل هذا الصراع خرق لكثير من العادات الموروثة أو المتبعة بروتوكولياً حسب الأعراف التي كانت سائدة من قبل في نسقٍ مضطر ينذر بحروب باردة جديدة ولكن بأساليب جديدة وعنيفة على مفاصل الاقتصاد العالمي الذي بدوره ينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي.من يدفع فاتورة الصراع؟ مما لا شك فيه أن نتائج الصراعات عادةً تتحمل وزرها الشعوب (البيادق) بشكل مباشر من خلال الادعاء بإصلاحات وهمية مفبركة تخفي خلفها مغارة علي بابا (حكومات الشركاء)، رغم أن هؤلاء الشركاء هم خصوم سياسيون شرسون في الواقع العام لكنهم في المصالح الشركاء المتحابون (طالما باب المغارة مفتوح لهم) .إن الصراع يتحول اليوم نحو إيديولوجية جديدة لم يسبق أن عاشها لبنان فهنالك طفرة وعي إلى حدٍ ما بين أطياف المجتمع بكافة فئاته وطبقاته ومناطقه وطوائفه وإنتماءاته. هذا الوعي إن استُغل بشكلٍ صحيح وهادف ومنظم فحتماً سيغير مسار اللعبة ويعيد خلط الأوراق من جديد نحو دولة مدنية (رغم إستحالة تحقيق ذلك في لبنان) تخدم الوطن والمواطن بالدرجة الأولى وتلك بداية التغيير الحقيقي نحو بناء مستقبل مشرق بفضل سواعد أبناء الوطن دون منةٍ من الخارجي وخاصة دول المحيط الإقليمي.إن ما ينقص الشعوب لتثور على واقعها العفن هو المعرفة والوعي، وطالما هنالك شوائب فكرية مرهونة لطائفة ما أو منطقة ما أو زعيم ما، فسيبقى هذا الوطن يعيش على التنفس الاصطناعي بانتظار إعلان حالة الوفاة. عندها لن يعود هنالك من مجال للعودة للوراء ولو قليلاً. فالفرصة التي كانت أمامك انتهت صلاحيتها وكان الأجدر استغلالها في الوقت والزمان والمكان المناسب، قبل أن تخسر كل الحلول وتستنفذ كل الأفكار. فلم يعد أمامك سوى الاستسلام لوسوسات اللاعبين الجدد. لتجد نفسك بأنك بعت وطنك قبل نفسك لمرتزقة السلطة، ولم يعد هنالك من مفر أمامك سوى... كش ملك. مواضيع ذات صلة ردّاً على ترامب... إعلان الدولة أم تغيير مهام السلطة؟ رواية "قهوة حبشي" سردٌ حكواتي للظالم والمظلوم كلمة أخيرة اليسا في "النهار": تكشف اسراراً وتبوح

إظهار التعليقات