https://24.ae/images/Articles2/20201311253431775A.jpg
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي.(أرشيف)

الغنوشي يواجه أزمة لقائه بأردوغان

by

أكد الكاتب السياسي والخبير في شؤون مكافحة الإرهاب هاني غرابة أن فرصة الإسلامويين الثانية لحكم تونس تواجه بداية صعبة. وأوضح في "المشروع الاستقصائي حول الإرهاب" أن رئيس البرلمان التونسي المنتخب حديثاً وزعيم حزب النهضة الإخواني راشد الغنوشي أطلق ردة فعل سياسية ضده هذا الشهر عبر لقائه سراً الرئيس التركي الإسلاموي رجب طيب أردوغان.

زعم أردوغان أن سعيد وافق على دعم حكومة طرابلس وهو أمر أغضب عدداً كبيراً من التونسيين الذين لا يريدون الاصطفاف ضد جيش دولة مجاورة

أتى اللقاء وسط نقاش محتد في تونس حول خطط تركيا لإرسال قوات إلى الجارة ليبيا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وهو إسلاموي مرتبط بالإخوان. وميليشيات السراج محاصرة حالياً في العاصمة طرابلس من قبل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

الرئاسة التونسية تنفي

إضافة إلى رغبته بدعم حكومة إسلاموية، يرى أردوغان في أكبر احتياطات نفطية مثبتة في أفريقيا على أنها ثروة غير مستغلة. زار أردوغان تونس الشهر الماضي ساعياً إلى حصد الدعم لتدخله العسكري من الرئيس التونسي المنتخب حديثاً قيس سعيد.

زعم أردوغان أن سعيد وافق على دعم حكومة طرابلس وهو أمر أغضب عدداً كبيراً من التونسيين الذين لا يريدون الاصطفاف ضد جيش دولة مجاورة. ذكرت تقارير عربية وتركية أن تونس ستساعد أردوغان في تدخله العسكري في ليبيا، مما حض مكتب الرئاسة التونسية سريعاً على إصدار بيان ينفي الاصطفاف إلى جانب أي طرف في الصراع الليبي.

لم يصدقوه

وقع الجدل الليبي وسط معاناة السياسيين التونسيين في الاتفاق على حكومة وطنية جديدة. أجبِر رئيس الوزراء المعيّن حبيب جملي على مغادرة منصبه بعدما رفض البرلمان مقترحه الحكومي عقب أشهر من المفاوضات. كان جملي كاتب دولة لدى وزير الفلاحة ومقرباً من الإسلامويين التونسيين. بعد ساعات على تصويت بلا ثقة أطاح جملي، كان غنوشي على متن طائرة متوجهاً إلى أنقرة لإجراء لقاء سري مع أردوغان. وقال ناطق باسم النهضة لوكالة تونس للأنباء إن غنوشي تحدث إلى أردوغان بصفته رئيس حزب لا رئيس برلمان. خلال استجواب برلماني، زعم غنوشي أنه كان يحاول الترويج للسلام لا للحرب في ليبيا. لكن العديد من النواب لم يصدقوا كلامه.

مساءلة وانتقادات

صوتت غالبية منهم (122 نائباً) لصالح إجراء تحقيق في زيارة الغنوشي. توجه النائب منجي الرحوي بالسؤال التالي: "هل سألت أردوغان عن الأسلحة التركية المهربة إلى ليبيا عبر تونس؟ هل سألته عن إرهابيي داعش وما هي صلتنا بذلك؟ اليوم، الموضوع دقيق وأنت عضو في مجلس الأمن القومي".

وأضاف "أنت لم تسافر عبر تفويض من رئيس الجمهوريّة. وأنت قابلت رئيس جمهورية بلد (تركيا) رأس محور في الصراع على الرغم من موقف تونس الرسمي المحايد." ودعا مجلس الأمن القومي التونسي إلى مساءلة غنوشي للقائه "رئيساً يقرع طبول الحرب وهو عنصر من عناصر النزاع".

وأشار الرحوي إلى إدراك التونسين جيداً أن العلاقة ليست عرضية متابعاً: "نحن نعلم أن مقر المنظمة العالمية للإخوان المسلمين هو اليوم في تركيا ويقودها أردوغان وأنتم (فرع) منها ولكم دور فيها".

واتهم الرحوي الغنوشي وحزبه باستغباء التونسيين وتعريض أمنهم القومي للخطر "خصوصاً حين يتعلق الأمر بعلاقاتكم مع الإرهابيين المتنقلين إلى ليبيا، علاقاتكم مع داعش وجهازكم الأمني؟".

واجب وطني

في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، قال رحوي إن أردوغان يريد أن يكون قادراً على استخدام الحدود البحرية التونسية ومجالها الجوي وحتى ترابها من أجل إرسال مجموعت إرهابية يستخدمها في سوريا إلى ليبيا.

من جهتها، طالبت النائب والمرشحة السابقة إلى الرئاسة التونسية عبير موسي باستقالة الغنوشي كما تم إطلاق عريضة الأسبوع الماضي تطالب بالغرض نفسه. وترأس موسي الحزب الدستوري الحر الذي رفع لافتات داخل قاعة البرلمان تصف التصويت بلا ثقة بالغنوشي على أنه "واجب وطني".

رد الغنوشي بالقول إنه ما من نظام يحكم أدوار رئيس مجلس النواب مضيفاً "لقد مارست الديبلوماسية الشعبية وأخطرت الرئيس التونسي صبيحة زيارتي إلى تركيا. تكثفت علاقاتنا مع تركيا بعد الثورة التونسية لأن أولئك الذين يحكمون تركيا يؤمنون بمبادئنا حول الديمقراطية، الحرية والانتخابات الحرة".

وأضاف غرابة أن النهضة فاز بالانتخابات التشريعية في تونس بعد ثورة الياسمين سنة 2011 لكنه خسر السلطة سنة 2014. وحقق فوزاً بارزاً في الانتخابات التشريعية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مما أفسح المجال أمام الغنوشي كي يصبح رئيساً للرلمان. لكن منصبه يبدو على المحك مع دعوات متزايدة لاستقالته بسبب تهديده الأمن القومي. إذا عقدت جلسة طرح الثقة فعندها يمكن إقالته بغالبية 109 أصوات من أصل 217. وفيما يريد عدد كبير من النواب التحقيق في زيارته السرية إلى تركيا، يواجه الغنوشي أيضاً تحديات داخلية كثيرة بعدما استقال عدد من محازبيه احتجاجاً على أدائه كرئيس للحزب.