جيروزاليم بوست: هكذا يمكن تحقيق التعاون الإسرائيلي السعودي
by لندن- عربي21- بلال ياسيننشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالا مشتركا لثلاثة خبراء، هم ساندر غيربر وآري هيستين ويوئيل غوزانسكي، يناقشون فيه طرق التقدم في العلاقات السعودية الإسرائيلية.
ويقول الخبراء في مقالهم، الذي ترجمته "عربي21"، إن البلدين يواجهان التهديدات والمعضلات الاستراتيجية ذاتها، بالإضافة إلى التعاون لمواجهة إيران والجماعات الإسلامية المتشددة، مشيرين إلى أن السعودية وإسرائيل شريكان غير متوقعين دون وجود مصالح مشتركة بينهما.
ويبين الكتّاب أنه "من ناحية فإنه لا توجد علاقات دبلوماسية أو اعتراف، بالإضافة إلى أن هناك تناقضا بين إسرائيل التي تعد ديمقراطية تفتقر للمصادر وتعتمد على الرأسمال البشري لبناء قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، مقارنة مع السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، وتواجه زيادة مطردة في عدد السكان تؤثر على الاقتصاد، إلا أن الأمن القومي متداخل بينهما".
ويفيد الكتّاب بأنه "من الأسرار التي يتم الحديث عنها هو التعاون السري بين إسرائيل والسعودية لمواجهة العدو المشترك، وهي إيران، ولا تنبع العداوة من الخلافات الحدودية أو المصالح الجيوسياسية، بل لأن إيران دعت لتدمير البلدين، واتخذت خطوات لتنفذ تهديداتها".
ويشير الخبراء إلى أن "إيران استهدفت السعودية وإسرائيل؛ لأنهما حليفتان لـ(الشيطان الأكبر)، أمريكا، وتعدان من الناحية المجازية حاملتي طائرات لواشنطن في الشرق الأوسط، ولأن إيران تتبنى الراديكالية الشيعية".
ويقول الكتّاب إن "تهديد إسرائيل والسعودية ليس أمرا عرضيا، بل هو جزء من مشروع إيران الرامي لتفكيك البناء الأمني الأمريكي، وإضعاف التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط، وتريد إيران وضع هؤلاء الحلفاء -إسرائيل والسعودية- رهينتين، وتأخذ من أسلوب كوريا الشمالية وتهدد بقطع رؤوس حلفاء أمريكا للحد من قدرة واشنطن بطريقة يمكن فيها لطهران التصرف دون خوف".
ويرى الخبراء أنه "في ضوء الزحف الإيراني البطيء نحو امتلاك السلاح النووي تبدو هذه الاستراتيجية خطيرة، وفي اتجاه آخر تطمح إيران لفصل واشنطن عن شركائها من خلال استهدافهم، وترسل رسالة بأنها لن تتوقف عن جهودها إلا في حال توقفهم عن دعم سياسات الولايات المتحدة وعملياتها في المنطقة".
ويجد الكتّاب أن "تطوير استراتيجية تخفف من المخاطر التي تمثلها النشاطات الإيرانية الخبيثة في المنطقة ليس مصلحة إسرائيلية وسعودية فقط، بل هو مصلحة أمريكية أيضا".
ويلفت الخبراء إلى أن "الدولتين تواجهان تهديدات مشتركة غير إيران والجماعات الإسلامية، وهي الجماعات الوكيلة عن إيران، التي تعمل داخل التجمعات المدنية في دول أخرى، وتقوم باستخدام القوة غير التقليدية مثل الصواريخ والقنابل الصاروخية، ففي الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، يواجه السعوديون الحوثيون في اليمن".
ويقول الكتّاب: "المفارقة أن إيران لا تهتم كثيرا بالانقسام السني الشيعي عندما تريد تقويض المصالح الأمريكية، ورغم المحاولات التي قام بها الجيش الإسرائيلي والنجاحات التي حققها في مواجهة جماعات إيران في سوريا والعراق أكثر من نجاح السعودية في مواجهة الحوثيين، إلا أن أيا منهما لم توجه ضربة قاصمة للقوى التي تدعمها إيران في المنطقة، والسبب هو أن أمريكا وحلفاءها يقاتلون في حروب غير تقليدية بأسلحة مصنعة لخوض حروب تقليدية".
ويرى الخبراء أنه "يمكن لكل من إسرائيل والسعودية التعاون وتبادل الخبرات في مواجهة أعدائهما، وتطوير استراتيجية مواجهة حروب إيران غير التقليدية والجماعات غير الدول التي تدعمها، فالمعضلة التي تواجه السعوديين في اليمن هي منع الكارثة الإنسانية، ومواجهة الخطر الحوثي، وهي المعضلة ذاتها التي تواجه إسرائيل في غزة، فتجنب المراكز المدنية يتم عبر التعاون الثنائي والحوار".
وينوه الكتّاب إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الإسرائيلي عرض في عام 2017 أنه يمكن للسعودية وإسرائيل تبادل المعلومات حول الأسلحة المصنعة في إيران، التي تم توزيعها على الجماعات الوكيلة، وكذلك التشارك في البيانات حول القدرات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك التعاون للحد من القدرات الصاروخية المتوسطة وطويلة المدى، وفهم ما تقدمه إيران من قدرات عسكرية للجماعات الموالية لها، وماذا تعلمت إسرائيل والسعودية من خبرات في مواجهة هذه الجماعات.
ويقول الخبراء إنه "في مجال تبادل الخبرات الأمنية والعقيدة العسكرية يجب على البلدين تطوير حلول تكنولوجية عملياتية مشتركة برعاية أمريكية، وكذلك بناء دفاعات صاروخية فعالة بهدف إحباط الدقة الصاروخية الإيرانية".
ويرى الكتّاب أن "هجمات بقيق في أيلول/ سبتمبر كانت بمثابة صرخة تحذير لكل من السعودية وإسرائيل، ولأن المملكة تعتمد على تحلية 50% من مياه الشرب فإن ضربة لمحطات التحلية ستكون كارثية، وربما فكرت السعودية لاحقا في شراء نظام القبة الحديدية".
ويقول الباحثون إن "على إسرائيل التزام الحذر في نهجها للاندماج في المنطقة التي دخلت معها حروبا وحاولت عزلها، فيما يعاني السعوديون من مشكلة صورة في الولايات المتحدة، السياسة والرأي العام حتى لو عاد القطاع الخاص للتعامل معها وكأن شيئا لم يحدث بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي".
ويختم الكتّاب مقاله بالقول إنه "لا يمكن لإسرائيل، التي تواجه مشكلات مع دوائر غربية، تحمل مشكلة علاقات لدول أخرى، لكن نجاح التعاون بين البلدين سيساعد على إسكات الأصوات الناقدة للمملكة، وعلى إسرائيل الترحيب بالتعاون الذي قد يفتح المجال نحو تعاون استراتيجي وأمني وتكنولوجي أعمق ولمواجهة جماعات إيران، ويساعد في الوقت ذاته على تخفيف المشكلات التي جرتها على نفسها من خلال القرارات المتهورة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)