طريق البلقان.. منشورات بخمس لغات لتحذير المهاجرين من حقول الألغام
by Hassan Refaeiأكثر من ثمانية آلاف مهاجر يعيشون حياة بؤس وشقاء في مخيماتٍ مؤقتة بالبوسنة، هؤلاء يحيون على أمل عبور الحدود مع كرواتيا والوصول إلى الغرب الأوربي طلباً لحياة كريمة وآمنة.
مخيم "فيتشياك" للمهاجرين الذي يبعد بضعة كيلومترات من كرواتيا، يكابد فيه المهاجرون أوضاعاً مأساوية جرّاء البرد القارس وسط الطبيعة الجبلية الموحشة، في هذا المخيم بدأ مئات اللاجئين إضراباً عن الطعام احتجاجاً على الظروف غير الإنسانية في هذا المخيم، حيث لا ماء ولا كهرباء.
المتطوعون العاملون مع منظمة الصليب الأحمر البوسني يحاولون قدر استطاعتهم التخفيف من معاناة المهاجرين جراّء الظروف الصعبة التي يعيشون فيها عند الحدود مع كرواتيا، تلك الظروف التي وصفها مجلس الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بأنها "غير إنسانية".
وعلى امتداد طريق البلقان، يقوم المتطوعون في المنظمة الإنسانية المذكورة بتوزيع منشورات، كُتبت بخمس لغات، على المهاجرين لتحذيرهم من خطر الألغام المضادة للأفراد، تلك الألغام التي تمت زرعها أثناء الحرب التي شهدها الاتحاد اليوغسلافي السابق في تسعينيات القرن الماضي.
المنشورات التحذيرية، التي أصدرها مركز مكافحة الألغام في البوسنة، أسهمت إلى حد بعيد في تجنيب المهاجرين المرور في حقول الألغام، ويقول بيان للمركز المذكور وصل "يورونيوز" نسخة منه: "تُظهر بياناتنا أن طرق المهاجرين منظمة جيدًا وأن لدى المهاجرين اتصالات ممتازة فيما بينهم ، وفق ما يتضح من حقيقة أنه لم يحدث حتى الآن أي حادث في البوسنة والهرسك يتعلق (بانفجار لغم) بالمهاجرين" .
للمزيد في "يورونيوز":
- المهاجرون عند الحدود البوسنية الكرواتية.. أحلامٌ وردية ودروبٌ خطرة
- المهاجرون العالقون في مخيم "فوكيجاك" بالبوسنة يحاربون البرد والمرض
- الشرطة الكرواتية تشتبك مع مئات المهاجرين قطعوا حدود البوسنة
وتشير التقديرات إلى أنه لا يزال هناك 79 ألف لغم غير منفجر في أكثر من 8 آلاف نقطة في البوسنة، ومنذ نهاية الحرب في يوغسلافيا السابقة، نفذت المنظمات الدولية والمحلية برامج خاصة من أجل زيادة الوعي لدى المزارعين والمهاجرين والمتنزهين بشأن حقول الألغام وكيفية تجنب الدخول إليها.
مخيم "فيتشياك"، الذي تمّ إنشاؤه الربيع الماضي، ويضم حالياً حوالي 600 مهاجر، يقع بالقرب من منطقة لم يتم تطهيرها بعد من الألغام المضادة للأفراد، وهي مشكلة تهم 129 من أصل 143 بلدية بوسنية، تقدر متحدثة باسم مركز مكافحة الألغام: إن 15 بالمائة من سكان المنطقة البالغ عددهم أكثر من نصف مليون شخص، يعيشون في مناطق معرضة للخطر.
والجدير بالذكر أنه منذ العام 1996 ولغاية شهر تموز/أغسطس الماضي، وثقت منظمة الصليب الأحمر البوسني مقتل 673 شخصاً من بينهم 250 طفلاً، جرّاء انفجار الألغام بهم.
وعلى الرغم من أن أعداد القتلى والمصابين جرّاء انفجار الألغام، تتناقص عاماً بعد آخر، إلا أن تلك الأعداد لم تصل بعد إلى نقطة الصفر، ويغلب الظن أن ثمة ألف كيلومتر مربع في الأراضي البوسنية بحاجة إلى إزالة ألغام، بينما في كرواتيا يغطي خطر الألغام مساحة قدرها 400 كيلومتر مربع، علماً أن كرواتيا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لا يزال فيها ألغام نشطة،
ووفقًا لمركز مكافحة الألغام الكرواتي، لا يزال 32 ألف لغم مزروع في البلاد، علماً أنه تمّ تأجيل موعد التخلص نهائياً من الألغام في كرواتيا حتى العام 2026 بعد أن كان مقرراً العام 2019.