ماذا وراء إعلان حالة تأهب قصوى في طرابلس الليبية؟
by عربي21- علاء فاروقأثار قرار وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، حالة التأهب القصوى في العاصمة "طرابلس"، مزيدا من التساؤلات حول دلالة الخطوة وأهدافها والأسباب التي دفعت لإعلانها.
وأعلنت داخلية الوفاق رفع أقصى درجات الاستعداد والتأهب الأمني، بناء على تعليمات من مدير الإدارة العامة للدعم المركزي، وتنفيذا للخطة الأمنية الصادرة عن قوة التدخل السريع بالإدارة العامة للدعم المركزي، وقامت الوزارة بجمع كافة منتسبي قوة التدخل السريع من ضباط وضباط صف وأفراد.
وأشار بيان للوزارة بأن الهدف هو "تنفيذ التعليمات الصادرة بشأن حالة النفير ورفع أقصى درجات الاستعداد والتأهب الأمني لفرض السيطرة الأمنية وحفظ الأمن والاستقرار داخل طرابلس".
"اعتقالات وإرهاب"
من جهته، أصدر وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا، قرارا بـ"ضبط وإحضار كل من يثبت تورطه ومشاركته في مهاجمة مقر المجلس الرئاسي ووزارة المالية في اليومين الماضيين"، مؤكدا أن أي "مجموعة مسلحة تمارس الفوضى وتهدد مؤسسات الدولة لمحاولة فرض رأيها أو تحقيق مصالحها الخاصة بالقوة تمثل خطرا على أمن الدولة يساوي خطر المجموعات الإرهابية"، بحسب وصفه.
وشدد الوزير على أن "قوات الأمن ستتعامل بكل حزم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الدولة والمواطنين".
اقرأ أيضا: حكومة ليبيا: أفشلنا مخططا عدوانيا لقوة متعددة الجنسيات
وهاجمت مجموعة مسلحة الأسبوع الماضي مقر الحكومة في العاصمة في محاولة لاقتحامه، واشتبكت مع قوات الأمن المسؤولة عن حراسة المقر، ليطرح الأمر وما سبقه من رفع حالة التأهب بعض التساؤلات من قبيل هدف هذه الخطوة ودلالة التوقيت؟
"خلايا نائمة لحفتر"
من جهته، أكد المدون والناشط السياسي الليبي، موسى تيهو، أن "هناك أسبابا عدة وراء هذه الخطوة، ومنها ورود معلومات تفيد بأن خلايا موالية لحفتر بدات تنشط وتحاول العبث بأمن الغرب الليبي إلى جانب التحشيد الكبير لمرتزقة فاغنر الروسية الذي يقوم به الأخير جنوب العاصمة".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الجنرال الليبي يحاول بأي شكل العبث بأمن العاصمة من خلال الفوضى واستخدام بعض الخلايا "الإرهابية" الموالية له في بعض مناطق الغرب الليبي، وهو ما جعل داخلية الوفاق تكون على يقظة تامة ولديها القدرة والامكانيات التقنية والاسختبراتية اللازمة لمنع ذلك، وبالفعل استطاعت كشف خلايا تابعة لحفتر واعتقالها قبل دخول طرابلس"، وفق معلوماته.
"دعم أمريكي وتركي"
ورأى الكاتب الليبي، فرج فركاش، أنه "لا يمكن فصل إعلان حالة النفير عن ما حدث في العاصمة مؤخرا ومحاولة الاعتداء على مقر الحكومة بالإضافة إلى تصريحات غسان سلامة الأخيرة وكذلك وزير الخارجية الليبي "سيالة" حول احتمال توغل القوات المهاجمة للعاصمة (قوات حفتر) بمساعدة روسية".
وأضاف لـ"عربي21" أن "الأمر أيضا يأتي في إطار تصريحات باشاغا الأخيرة حول حوار أمني برعاية أمريكية لمحاولة توحيد المؤسسات الأمنية في كافة البلاد والبداية ستكون من طرابلس، والحقيقة أمام وزير الداخلية مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة للجم بعض "المليشيات" المسلحة التي لازالت تستخدم قوة السلاح لفرض ارادتها على بعض المؤسسات"، بحسب رأيه.
اقرأ أيضا: هكذا يسعى حفتر لإحداث تغير "استراتيجي" بهجوم طرابلس
وتابع بأن "الطريق لن يكون سهلا ودمج المليشيات في المؤسسات الأمنية وحلها يحتاج إلى جهد ودعم داخلي وخارجي الذي ربما سيتأتى من تركيا والولايات المتحدة"، كما توقع.
"طعنات داخلية"
وأشار المحلل والناشط الليبي، مصطفى شقلوف، إلى أن "الخلايا النائمة موجودة في كل مكان في ليبيا، والكثير منها ينتظر فقط تغير الأحوال لتبديل الولاءات وإعلانها رسميا، لكن القبضة القوية للجهات الأمنية هي من تؤخر حدوث الطعنات الداخلية التي قد تسرع في تهاوي الجبهة الخارجية".
وأشار في حديثه "عربي21" إلى أن "أهم ما يبحث عنه المواطنون الآن هو الوضع الأمني، لأنه آخر ما يملكه الناس حاليا بعدما فقدوا كل شيء، لذا كان لابد أن يكون هناك رد فعل قوي وخطوات عملية لردع أي خلايا تحاول زعزعة الاستقرار وإحداث انفلات أمني يصب في مصلحة من يريد الفوضى".