صراعات تدفع والد الزفزافي إلى الانسحاب من "الدفاع عن المعتقلين"
by نور الدين إكجانواضعا نقطة النهاية لعلاقته بمعتقلي حراك الريف، أعلن أحمد الزفزافي، والد القائد الميداني لاحتجاجات الحسيمة، استقالته من جميع المسؤوليات التنظيمية التي تربطه بالجمعيات المساندة للمعتقلين، واكتفاءه بالدفاع فقط عن مصير ابنه ناصر، بعد أن طالته هجمات عديدة من طرف متتبعين للحراك.
الزافزافي الذي بدا متأثرا خلال مقطع فيديو بثه على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، قال إنه على امتداد السنوات التي تبنى فيها ملف معتقلي حراك الريف، ارتكب المخزن في حقه خطأ سياسيا وأخلاقيا وقانونيا، ولكن في قرارة نفسه (المخزن) كان يتقبل كل ما يصدر عن العائلات لأنه مدرك أنها على حق، إنما "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة".
واشتكى والد "أيقونة حراك الريف" ممن أسماهم "سفهاء" بني جلدته الذين يقولونه ما لم يأت على لسانه يوما، وهو ما قد يورطه في جنايات وجنح، مشيرا إلى تحمله لكثير من الظلم وعيائه ووضعه الصحي، موردا أنه يعاني من تقلص في الشرايين بسبب كبر سنه، لكن رغم ذلك تحمل "ما لا يستطيع أحد تحمله".
ومضى الزفزافي في حديثه قائلا: "شكرا لمن قال فيّ الخير والشر"، داعيا من ينتقدونه إلى "العمل؛ فالساحة فارغة الآن"، وزاد: "من استطاع فهو مدعو للنضال إلى جانب معتقلي حراك الريف، عبر العمل والحركة، وليس فقط اللسان"، موردا أنه "بريء من الاتهامات التي تصدر عن بعض الأفواه".
مصدر مقرب من أحمد الزفزافي قال إن استقالة والد ناصر تعود إلى الاتهامات التي يصدرها "جمهوريو أوروبا" في حقه، والتي تتعلق أساسا بكون الرجل قد اغتنى من الملف، كما أنهم ينعتونه بأوصاف تحيل على التنقيص، من قبيل أحمد المغربي أو أحمد المخزني، موضحا أنهم يتهمون "وحدويي الخارج" كذلك بتحريف مسار الحراك.
وأضاف المصدر ذاته، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "رغم الاستقالة، إلا أن الزفزافي سيظل ناطقا رسميا باسم المعتقلين، على اعتبار أن ابنه يمثل المحتجزين"، موردا أن "الرجل أصبح رمزا، والمعركة ستستمر بشكل عاد، لأن جمعية ثافرا التي تعنى بالمعتقلين غير قانونية منذ البدء، وقد استمرت رغم ذلك في إصدار مواقفها".
وشدد المتحدث على أن "الخلاف بين الطرفين قديم، انطلق منذ لحظة اعتقال ناصر ورفاقه، حيث طلب منه رفع السقف لكن رفضه ذلك جعله أمام انتقادات حادة لم يسلم منها الوالد، فقد ظل الجمهوريون على الدوام يتهمون أحمد الزفزافي بكونه هو الآمر الناهي في قرار ابنه ناصر".