لا تطبيع لدول الخليج مع سورية إلا بشروط
شارك رئيس “اتحاد الصحفيين السوريين”، موسى عبد النور، في اجتماعات الأمانة العامة التابعة لاتحاد الصحفيين العرب في الرياض، التي بدأت الثلاثاء الماضي، وأثار ظهور عبد النور في الاجتماعات، مجددا تساؤلات حول الأخبار المتداولة عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين سورية والسعودية، بعد عودة دولة الإمارات!
خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية – حوار سمر رضوان
حول هذا الموضوع وأسباب الغزل الخليجي نحو سورية ، يقول الأستاذ أسامة حافظ عبدو مؤسس المركز السوري للدراسات، لـ وكالة “عربي اليوم“:
إحتيال أمريكي
يبقى هذا مجرد كلام واحتيال أمريكي، لأن دول الخليج لا تتخذ قراراتها بنفسها إنما هي مجرد أدوات تنفذ ما
تمليه عليها الإدارة الأمريكية، وقد أصبح واضحاً للجميع أن دول الخليج لا تستطيع الخروج عن كونها أدوات أمريكية، ولا يهمنا في سورية ما تمليه أمريكا على السعودية والإمارات، ولا ما تصرح به الأخيرتان، بل ما يهمنا هو ما نحن نقرره في هذا الإطار، مع العلم أن التحولات في المسارات السياسية أكبر منها في العسكرية، فالجميع يؤجل السيناريو العسكري، ويلقي بالأوراق الدبلوماسية للتفاوض.
إلا أنه يمكننا القول: إن العودة السعودية لـ سورية أمر مستبعد، وحتى لو تم فإنه سيتم بالشروط السورية فقط، ولن يعدو كونه شكلياً، أي لن يلحقه علاقات اقتصادية وسياسية ثنائية بين سورية وتلك الدول التي دعمت الإرهاب، خاصة أن الدولة السورية استطاعت التخلص بنسبة كبيرة من أدواتهم القذرة.
تحكم وضغط
وحول إذا ما كان التسارع في التطبيع الخليجي مع سورية نابع من فشل المخطط الأمريكي، وبالتالي تلطيف الأجواء أم صفعة لتركيا؟
قال الأستاذ أسامة: بالتأكيد يمكننا القول: إن المخطط الأمريكي فشل في سورية منذ مدة، ونحن نؤكد أنهم خرجوا منها خالي
الوفاض، ومن دون تحقيق أي هدف استراتيجي، رغم أن الاقتصاد السوري منهك وهذا هدفهم التكتيكي، رغم أن البعض لا يتفق معنا على هذا الرأي، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتنازل بهذه السهولة، ولا ترضى أن تخرج من سورية بدون غنائم، وهي تعتبر حقول النفط السورية غنائمها، لذلك تحاول التحكم في مسار العمليات العسكرية في منطقة شمال شرق البلاد، فإذا هدأت تشعلها، وإذا استعرت تخمدها، فأمريكا لا يهمها أن تصفع تركيا بقدر ما يهمها أن تركع تركيا وتستخدمها، لأن تركيا بالنسبة لأمريكا هي مجرد أداة في المنطقة لا أكثر.
إلتفاف على إيران
وحول إحتمال أن يكون التطبيع السعودي المرجو مع سورية هو صفعة سعودية لتركيا أيضاً؟ أجاب الأستاذ أسامة: لا، فهذا الأمر لا يمثل صفعة سعودية لتركيا رغم العداء السعودي التركي النابع من الصراع الوهابي
الإخونجي، ولكنه يمثل حالة من الالتفاف على إيران لأن الصراع السعودي الإيراني لم ولن ينتهي، فإيران تشكل اليوم أهم أهداف أمريكا وإسرائيل، ولكن للإدارة الأمريكية حساباتها، وللحكومة الإسرائيلية حسابات أخرى، وهو ما ينعكس في التصريحات، فتصريح وزارة الخارجية الإسرائيلي بأن “قصف إيران خيار مطروح فالعقوبات وحدها لا تكفي”، يقابله إعلان وزارة الدفاع الأمريكي أنها “لا تستبعد إرسال قوات إضافية إلى سورية إذا لزم الأمر” لحماية حقول النفط بعد العملية التي نفذت في حقول العمر النفطية، وتصريحاتها بأنها تدرس إرسال أربعة عشر ألف جندي أمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط، أي إلى العراق، وذلك لمواجهة إيران التي تنفذ المناورات العسكرية في المحيط الهندي لتعكس الصورة الإستراتيجية لتحالفاتها في مواجهة الدعم المستمر للقواعد الأمريكية في منطقة الخليج لمواجهة أية تطورات محتملة.
فمع تعثر خطوات الولايات المتحدة سنرى جنون البيت الأبيض للبقاء في ولاية ثانية، حتى أنه بات مستعداً لتحطيم الشرق الأوسط بخطوات متسارعة وأهوال طائفية ومذهبية، حيث تتقاطع الصراعات حالياً بنسبة كبيرة ضمن العراق ولبنان بعد أن كانت النسبة الكبرى لها في سورية ، فالزعامات في البلدين هشة تابعة بلا استراتيجية، وسيدخل الشرق الأوسط في متاهات كبيرة، فلبنان دخل في المتاهة، ويبدو أن العراق أكثر هشاشة وأكثر انقساماً واستعداداً للتحول إلى دويلات سنية وشيعية وكردية.
إقرأ أيضاً: دمشق : السفارة السعودية ستفتح قريبا
إقرأ أيضاً: السعودية بعد الإمارات إلى دمشق .. ولكن