https://www.mobtada.com/resize?src=uploads/images/2019/12/15758935220.jpg&w=750&h=450&zc=0&q=70
يحيى حقى

ذكرى وفاة قنديل الأدب العربى .. مسيرة عطاء حافلة للراحل يحيى حقى

by

27 عاما مرت على رحيل الكاتب الروائى يحيى محمد حقى "قنديل الأدب العربى" والذى رحل عن عالمنا فى 9 ديسمبر عام 1992، وذلك عن عمر ناهز 87 عاما، لتظل كتاباته ورواياته خالدة فى أذهان الثقافة المصرية والعريبة.

"رائد القصة القصيرة" .. هكذا لقب الروائى يحيى قدرى الذى تتلمذ على يديه الكثير من الكتاب والمبدعين، وكانت له بصماته الواضحة فى أدب وإبداع العديد من أدباء الأجيال التالية، كما تتلمذ على يديه الكاتب الكبير إبراهيم أصلان؛ الذى يعد أبرز تلاميذه.

اتسمت جميع أعمال يحيى حقى بالواقعية الشديدة التى تعبر عن قضايا ومشكلات مجتمع الريف فى الصعيد بصدق ووضوح، وظهر ذلك فى عدد من أعماله القصصية مثل: "البوسطجى، وقصة فى سجن، وأبو فروة وأم العواجز، سارق الكحل"، وكان بارعا فى تصوير الحياة الشعبية ببراعة وإتقان، ومتفهما للشخصية المصرية ويصفها وصفا دقيقا وصادقا فى أعماله.

ويحيى حقى، ولد فى 7 يناير 1905 بحى السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وقد شب فى جو مشبع بالأدب والثقافة، حيث كان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب ومولعين بالقراءة.

87 عاما قضاها "حقى" متدرجا بين سلالم النجاح من المحاماة للسلك الدبلوماسى للصحافة بجانب أن كتاباته الروائية حاضرة فى كل هذه المراحل، حيث التحق فى طفولته بكتاب بالسيدة زينب، ثم بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية، وفى 1917 حصل على الابتدائية، والتحق بالمدرسة السيوفية، ثم الإلهامية الثانوية.

نال حقى شهادة الكفاءة وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية ليلتحق فى 1921 بمدرسة الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وحصل على الليسانس 1925، وعمل تحت التمرين بنيابة الخليفة، ثم عمل بالمحاماة وسافر للإسكندرية، وسرعان ما ترك الإسكندرية إلى البحيرة.

ثم انتقل للعمل فى وظيفة معاون إدارة فى منفلوط بالصعيد فى 1927، وعاش هناك عامين إلى أن عين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية فى جدة، ثم إسطنبول عام 1930 حتى 1934، ثم فى القنصلية المصرية فى روما.

وعاد إلى القاهرة عام 1939 سكرتيرا فى الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية لـ10 سنوات، ترقى خلالها حتى درجة سكرتير أول وشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية إلى 1949، ثم تحول إلى السلك السياسى سكرتيراً أول للسفارة المصرية فى باريس، ثم مستشاراً فى سفارة مصر بأنقرة، ثم وزيراً مفوضاً فى ليبيا عام 1953، وأقيل من العمل الدبلوماسى عام 1954 لزواجه من أجنبية.

وعاد لمصر مديرا عاما بوزارة التجارة، ثم مستشارا لدار الكتب، وفى 1959 استقال، وفى 1962 عين رئيسا لتحرير مجلة المجلة حتى 1970 ثم أعلن اعتزاله الكتابة.

فى بداية التسعينيات، عُرض عليه تولى مهمة رئاسة مجمع اللغة العربية المصرى، غير أنه رفض المهمة قائلا: "مازلت أتعلّم اللغة، ونادم لأننى انشغلت بالكتابة الأدبية عن قراءة أعمال شعراء الجاهلية"، حسبما قال فى حوار لمجلة "نصف الدنيا" المصرية عام 1992.

حصل حقى على العديد من الجوائز من بينها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1969، التى تعد أعلى الجوائز التى تقدمها الدولة للمفكرين والأدباء المصريين، بجانب منحه وسام فارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983، والدكتوراة الفخرية من جامعة المنيا.

كما حصل على جائزة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ16، وجائزة الملك فيصل العالمية التى تعد من أهم وأكبر الجوائز العالمية التى تمنح للعلماء والأدباء، تقديرا لعطائه الأدبى ومجهوده الإبداعى الضخم، ومنحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983.

وحولت بعض أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية ودراما تلفزيونية ما ساعد فى اقترابه من الجمهور، ومن بين هذه الأفلام (البوسطجى - قنديل أم هاشم  - امرأة ورجل).