خبير في جامعة هارفارد: أزمة اقتصادية عالمية لا يمكن تفاديها
حذر الخبير الاقتصادي العالمي والمحاضر بجامعة هارفارد الدكتور فيكرام مانشاراماني، من حدوث أزمة اقتصادية عالمية خلال 36 شهرا من الآن. وقال إن الازمة الاقتصادية العالمية المقبلة لا يمكن تفاديها، ولكن يجب على العالم التعامل معها.. مشيرا الى أن النمو الديموغرافي في العالم وتنامي عدد السكان أصبح قنبلة موقوتة اذا لم يتم استيعابه بشكل صحيح.
واتهم مانشاراماني الصين بمسؤوليتها عن خلق فقاعة اقتصادية كبيرة هي أحد أسباب الأزمة المقبلة بسبب اقتصادها الذي وفر عرضا ضخما من السلع أكبر من الطلب المحتمل عليها، مشيرا الى أن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وزيادة الديون المتراكمة والصعبة يعززان احتمالات حدوث الأزمة.
وقال خلال جلسة عملت عنوان "هل العالم مقبل على أزمة اقتصادية عالمية؟"، إن العالم شهد خلال العقد الماضي مجموعة من الأحداث التي أثرت على الاقتصاد العالمي من بينها حروب العملات الافتراضية والنزاعات التجارية والتكنولوجية والأمن السيبراني وغيرها، مشيرا الى أن هناك جذور ومسببات لهذه الاضطرابات يمكن أن تفسر لماذا العالم مضطرب الآن ويمتلئ بالنزاعات. وأوضح أن التحول الأول هو ما يحدث في الصين التي خلقت فقاعة اقتصادية كبيرة من خلال إغراق الأسواق بالبضائع، مشيرا الى أن العامل الاخر هو التكنولوجيا التي أنتجت مخرجات كثيرة بمدخلات قليلة فضلا عن التحولات في مجال الطاقة والتحول نحو مصادر الطاقة البديلة التي أنتجت ما يفوق الاستهلاك.
وحذر مانشاراماني من أن الزيادة السكانية الرهيبة تحدث ضغطا ديمغرافيا على الاقتصاد العالمي، خصوصا مع زيادة مستوى عمر الإنسان، مشيرا الى أن كل تلك العوامل كافة أدت الى ما شهده العالم خلال السنوات الماضية من عدم التكافؤ الموجود بين الاقتصادات والذي يؤدي الى الإضرابات وخروج المتظاهرين للشوارع وانتشار الشعبوية والتطرف.
وقال إن تقلص حصة عدد من الدول من العائدات الاقتصادية أدى الى نزاعات اقتصادية ترجمت الى حروب تجارية، كالحرب التجارية بين اليابان وكوريا وهو ما يؤثر في ديناميكيات التجارة العالمية، مشيرا الى أن أهم مؤشرات الازمة التي يجب أن يكون العالم حذر بشأنها هي تنامي الاقتصاد الصيني حيث أصبحت الصين الأولى من حيث النمو الاقتصادي، بيد أن الاقتصاد الصيني يتباطأ
الآن وتتراكم الديون الصعبة التي تتزايد وتثقل كاهل اقتصاد الصين.
وقال: "ادرس الفقاعات الاقتصادية، ولا أستطيع ان اجزم ما إذا كانت ستحدث الازمة الاقتصادية أم لا، ولكن هناك ما يشير الى انها ستحدث قريبا خصوصا وأن مجالس إدارات الشركات العالمية لم تعد تعرف أين ومتى وكيف تستثمر، مشيرا الى أن العالم لم يعد يعرف كيف يمكن استيعاب الزيادة السكانية الكبيرة خصوصا في بلاد مثل الهند التي يزيد نموها السكاني بعدد 1800 نسمة في الساعة، ما يشكل عبئاً على الاقتصاد وأسواق العمل، خاصةً وأن العمالة غير مؤهلة للتكيف مع التطورات التكنولوجية حول العالم