https://khaberni.b-cdn.net/uploads/news_model/2019/12/main_image5dee33fcdf3be.jpg

فداكِ يا فلسطين

خبرني - كتبت الشاعرة عنان محمود الدجاني

فداكِ يا فلسطين

لو تعين و تدركين

زمنا بعيدا نائيا لو تعلمين

هتفت لنا أرض الجدودِ، أتذكرين؟

لولا الطفولةَ أبطأتْ  لعرفتها و لثمت ثغركِ

 يا فلسطين

مع أن سرًّا داخلي يشعل الوجد حنين

وكأنني عاصرتها و كأنها لحنٌ حزين

منها استقيتُ بما سمعتك تسردين

قد أرضعونا حبها طول السنين

كبرتْ فما عادت تليق بأغلالٍ  وما عدتُ ألين

يكفي أنين

من جام نارٍ قد تلظتْ

 و بلا معين

أمست تنادي من حماها و الصوت منها كالرنين

في كل حين

واهًا عليها .. فلسطين

من أي قهر تنزفين؟

نفديك يا كل الشجون

 ما لي أحسُّكِ تذبلين؟

يا نبض قلبي و الوتين

ماذا عساهم يفهمون؟!

يا ليت شعري هل أكون

يوما شهيدا أشبع الساحَ دماءً

 أو لا أكون؟

يا نور فجري و العيون

يا مسرى معراجٍ و قدسَ المسلمين

يا مهدَ طفلٍ  أنطق الحقَّ المبينْ

 يا بيت لحم

يا ملجأ الأخيارْ

  أنبياءَ و مرسلين

يا عرين الصالحين

يا حبيبةً في العالمين

أمن الهوانِ دموعًا تذرفين؟

وكأنها الدّرُ المصون

هل تيأسين؟

في رباكِ

كم تحلو المنون

و لدى السواحل حيث نفتن بالجمال

حلم قديم

أملٌ هتون

ضيعت من عمري كثيرا بقلاك

فلتعذريني فالركب قد شُل بغير حراكِ

ما أبهاكِ

في ثوب ماسٍ تُطلّين

هل تعتبين؟

لا يأهبون

سأسير سير متيم حتى يسيل ثراكِ

سيلا على صمت الدروب الماضيات بدونِ لقاكِ

شغفَ الربيع لزهره أهواكِ

هل تنظرين؟

هل تأملين؟

أنت العروس التي قضى من أجلها العشاقُ

وتزوجت من لا يتيهُ بحسنها فتلوعتْ أشواقُ

أوَ تنجبين؟

يا لهف نفسي إذ أراك تُنحرين

أوَ تصبرين؟

لا بد للّيلِ الظليمِ من صباحْ

يوقظه اللياح

إن الجراب تململت و تفتقت و السيف لاحْ!

فدعي الجراح

أو تقلقين؟

روحي لكِ

رحماكِ