استياء يُرافق خدمة النقل المدرسي ضواحي اشتوكة
by رشيد بيجيكن من اشتوكة آيت باهاعادت خدمة النقل المدرسي بجماعة آيت امزال بالدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة آيت باها، لتُثير الجدل بين آباء التلاميذ بهذه المنطقة النائية، بسبب عدد من "الاختلالات"، التي ترافق نقل تلاميذ الجماعة صوب مقرات دراستهم. إذ اشتكى عدد من الآباء، في تصريحات لهسبريس، من التمييز في التسعيرة المفروضة عليهم، وآخرون من "تعمّد منع بعض التلاميذ من استعمال سيارة النقل المدرسي، وتركهم يواجهون مخاطر الطريق لوحدهم، رغم مواظبتهم على أداء واجباتهم، وحضور تصفية حسابات ضيقة يذهب ضحيتها التلاميذ".
وفي تصريح لهسبريس، قال علي مبرد، مستشار جماعي بجماعة آيت امزال، إن "المجلس الجماعي سبق له أن صادق على تقديم دعم مالي قدره 100 ألف درهم لجمعية النقل المدرسي من أجل اقتناء سيارة، إلى جانب مساهمة المجلس الإقليمي، مراعاة لظروف لتلاميذ المنطقة وأسرهم، ولتأمين نقلهم إلى مؤسساتهم التعليمية في ظروف آمنة، وضمان الوصول إليها في الوقت المناسب، وبالتالي محاربة ظاهرة الهدر المدرسي، لاسيما في صفوف الفتيات في هذه المنطقة النائية".
وأضاف مبرد "غير أننا فوجئنا بوضع الجمعية تسعيرة مرتفعة، رغم الظروف الاجتماعية للساكنة، بالإضافة إلى الاكتظاظ داخل السيارات، التي يتجاوز عدد التلاميذ بداخلها ضعف طاقتها الاستيعابية، مما يهدّد حياتهم، خصوصا أن تضاريس المنطقة يغلب عليها الطابع الجبلي والمنعرجات الخطيرة، دون إغفال تصرفات أحد السائقين، الذي تعمّد أكثر من مرّة عدم نقل تلميذات، وتركهن عرضة لكل المخاطر لأسباب واهية".
من جهته، قال هشام بوالشعر، وهو أب تلميذ، "ابني يُتابع دراسته بالتعليم الأولي، ومسجّل بمنظومة "مسار"، وصغير السن، على غرار زملائه، لكن الجمعية امتنعت عن نقله إلى مدرسته، مما يُعرضه، خلال المسافة الطويلة التي تفصل مسكننا عن المدرسة، لأخطار محدقة، لاسيما في فصل الشتاء، وهو ما يُحرم فئة عريضة من التلاميذ من الذهاب إلى المدرسة، وبعضهم يضطر إلى الاستعانة بسيارات النقل السري للوصول إلى مدرستهم، ضمنهم أيتام، مما دفعنا إلى برمجة وقفة احتجاجية الأسبوع المقبل لإسماع صوتنا للجهات المعنية".
أما أحمد أوجمل، عن جمعية النقل المدرسي بجماعة آيت امزال، فقال لهسبريس إنه يتفهّم انشغال الآباء بخصوص خدمة النقل المدرسي بجماعة آيت امزال، "لاسيما المتعلقة بنقل التلاميذ إلى مدرسة منطقة إفساسن، ونحن لم نقف مكتوفي الأيدي داخل الجمعية، لكن لا حياة لمن تُنادي، فالأمر يتطلب تدخل عامل الإقليم من أجل التصدّي لبعض الممارسات، التي من شأنها أن تُفرغ هذه الخدمة من أهدافها النبيلة، خصوصا محاربة الهدر المدرسي، ودعم أبناء الأسر المعوزة وضمان ظروف أمثل لتمدرسهم".
وأضاف أوجمل "دائما نُعبّر في اجتماعات مكتب الجمعية عن امتعاضنا من بعض التصرفات التي تصدر عن السائق، الذي ظل يُكرر الأخطاء نفسها، مما أثار غضب الآباء. كما طالبنا بالمساواة في تطبيق التسعيرة وتخفيضها، نظرا للوضعية المالية المريحة لجمعيتنا، إذ تُعطى الأولوية لأبناء جماعة آيت باها، الذين يؤدون 200 درهما شهريا، أما تلاميذ جماعة آيت امزال، الذين يؤدون 100 درهم للشهر، فتصلهم سيارة النقل مكتظة، فيكملون الطريق على متنها واقفين".