https://s.mc-doualiya.com/media/display/a2a7e0a0-59d6-11e9-84e0-005056bff430/w:310/p:16x9/sanaa_elaji1_0.jpg
مونت كارلو الدولية

سناء العاجي: "كن جميلا تر الوجود جميلا"

by

أمام مشاكلنا، يحدث أن ننهار. أن نحزن... يحدث أن يسود العالم وأن نشعر بالقهر.لأننا نمر بضائقة مالية. لأننا فشلنا في امتحان مهم. لأننا فقدنا حبيبا. لأن علاقتنا بأسرتنا متوترة. لأننا أضعنا فرصة عمل مهمة. لأننا تعرضنا للخيانة والغدر ممن نحب...

يحدث كل هذا وأكثر... لكن، حين نتأمل الحياة والكون... يفترض أن نتعلم النظر للأمور ببعض النسبية.
لنتأمل كل تلك الشخصيات التي عاشت منذ جيلين أو ثلاثة. منذ قرنين أو خمسة... لنتخيل الإحباطات التي عاشتها والحروب التي خسرت فيها من تحب. لنتذكر أن ملايير البشر قبلنا، أحبطوا، وتعرضوا للغدر، وبكوا بحرقة، وأحبوا، وفقدوا من يحبون، وضاعت أموالهم لأسباب خارجة عن إرادتهم، وخسروا أطفالهم... ارتكبوا أخطاء. أحسوا بالندم. احترقوا بلوعة الحب.
كل تلك الشخصيات الشهيرة التي نقرأ عنها ونشاهد حكاياها في الأفلام...
وكل أولئك الملايير من البشر ممن نجهل حتى أسماءهم لأن التاريخ لا يذكرهم...
كل هؤلاء، مثلنا اليوم، أحسوا بالغبن والحزن والإحباط في لحظة من لحظات حياتهم.
لكن، أين هو عذابهم اليوم؟
هي ليست دعوة للعدمية... بل دعوة لتنسيب الأمور.
يوما ما، لن يكون لعذاباتنا وجود. يوما ما، سيعيش رجال ونساء آخرون في نفس البقع التي نطؤها اليوم بأقدامنا. لن يتذكروننا بالضرورة. سيكونون مشغولين بأفراحهم ونجاحاتهم وأحزانهم الخاصة.
لذلك، ولأننا عابرون في كون سكنه الملايير وسيسكنه الملايير، بأحزانهم وأفراحهم وأحلامهم وقصص حبهم... لنتعلم تنسيب أحزاننا الضخمة ولنحتفظ فقط بما هو جميل. إن كنت تعيسا فقد عاش في نفس مكانك من كان ربما أتعس منك... افرح. ابتسم. اقتسم حبك مع من يحيطون بك. لا شيء يستحق كل هذا الوجع!

سناء العاجي

كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.

فيس بوك اضغط هنا