سوق الظفرة التراثي في مهرجان الظفرة يعكس أوجه التسامح والتعايش في الإمارات
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت اليوم، فعاليات مهرجان الظفرة 2019 بدورته الـ 13، والتي تقام بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في ابوظبي بمدينة زايد في منطقة الظفرة وتستمر حتى 25 ديسمبر الجاري.
وقال قائد عام شرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، إن المهرجان الذي تتزامن فعالياته التراثية مع عام التسامح، يأتي تجسيداً لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في صون التراث، والاهتمام المتواصل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في صون مشاريع التراث والحفاظ عليه انطلاقاً من الإيمان العميق بأهمية تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيمنا الأصيلة، والدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
وأكد أن هذه الدورة ستكون الأضخم منذ انطلاقة المهرجان، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيادة جوائز المهرجان بملغ 20 مليون درهم، درهـــم لدعـــم مـــلاك الإبـل لاقتنـاء أهـم السـلالات العربيـة الأصيلـة، وفتـح المجـال واسـعًا أمـام الأعـداد المتزايـدة مـن المشـاركين فـي مزاينـات الإبـــل التـــي يشـــهدها المهرجـــان، لتبلغ القيمة الاجمالية لجوائز المهرجان فـي دورته الحالية نحـو 60 مليـون درهـم إماراتي، منها 52 مليون لجوائز مزاينة الإبل و8 مليون درهم لجوائز المسابقات التراثية المختلفة الأُخرى.
بدوره قال مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة عبيد خلفان المزروعي، أن اللجنة حرصت في هذه الدورة، على تطوير الفعاليات بشكل عصري ليتواكب مع الدورة الاضخم من حيث قيمة الجوائز والاكثر زخماً بالفعاليات المتنوعة، والجوائز اليومية التي يصل مجموعها إلى أكثر من ألف جائزة، لتستقطب بذلك ملاك الإبل في المنطقة، وعشاق الموروث الشعبي من المواطنين والمقيمين والسياح، وجميع افراد العائلة.
وأضاف أن المهرجان هذا العام يتميز بقالبه التشويقي التعليمي والترفيهي، حيث سترسخ فعالياته النظرة الواقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات خلال مئات السنين، وإبراز القيم الإماراتية، وتعميق أثر التراث في نفوس النشء من أبناء الوطن، حيث ينظم المهرجان 9 مسابقات تعكس الموروث الثقافي الإماراتي والخليجي، وقد خصص لها نحو 245 جائزة، و16 مسابقة تراثية للحرف اليدوية والطبخ والأزياء والعديد من المسابقات اليومية والجوائز القيمة لجمهور المهرجان.
ويعكس سوق الظفرة التراثي في مهرجان الظفرة، أوجه متعددة للتسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال ما يقدمه لزواره من فعاليات متعددة جاذبة لمختلف الجنسيات، بالإضافة إلى محاله المتنوعة التي تجمع التراث الإماراتي الخليجي وتراث عدد من الدول العربية والأجنبية من خلال ركن الجاليات.
ويضم سوق الظفرة التراثي الذي تبلغ مساحته 48 ألف متر مربع، أكثر من 200 محل متنوع يعرض العديد من المنتجات التراثية المحلية والخليجية، ويلبي كافة احتياجات الزوار، الى جانب المطاعم الشعبية ومطاعم المأكولات السريعة والساحات والمجالس الشعبية التراثية، وكذلك ركن خاص لـ مكشات الذي يجمع مجموعة من الشباب المحلي والخليجي العاشقين للموروث الشعبي.
وابهرت المشغولات التي قدمها المشاركون في مسابقات الحرف اليدوية الزوار، الذين حرصوا على مشاهدتها واقتنائها، نظرا لما تميزت به من اتقان وتناسق متناهي، وضمت المسابقات التراثية للحرف اليدوية والطبخ والتي صممت للنساء والرجال والأطفال في قلب سوق الظفرة التراثي.
كما استقطبت ورش عمل الأطفال في قرية الطفل بقلب السوق التراثي أعداداً كبيرة من الأسر التي حرص ابناؤها على المشاركة في ورش العمل التي خصصت للأطفال، وقد تضمنت الورش، التي تقام بشكل يومي، تحضير القهوة والقرصى، تحضير اللقيمات، تحضير الحلوى، ورشة الجبيس، تحضير السنع، تحضير المائدة، تحضير الألعاب الشعبية، تحضير الطين.
وشهد اليوم الأول من مهرجان الظفرة دخول أعداد كبيرة من الإبل المشاركة في أشواط المفاريد التلاد لفئتي المحليات والمجاهيم، حيث يتم اليوم عرض الإبل المشاركة على اللجان الطبية ولجان الفرز والتسنين والتشبيه، تمهيداً لمرحلة التحكيم التي تعلن النتاج بعد ظهر يوم غدٍ الثلاثاء.
وقال مدير مزاينة الإبل محمد بن عاضد المهيري، إن استقبال الإبل المشاركة سيكون كما جرى خلال الدورة السابقة من خلال دخول الإبل إلى الحضائر المجهزة قبل موعد الشوط المراد المشاركة به بيوم، وذلك من أجل تنظيم العمل بصورة أفضل واختصار المزيد من الوقت على اللجان المختلفة
وأوضح أن لجان التحكيم تعمل باستمرار على وضع الضوابط والمعايير الدقيقة لمزاينة الإبل، حيث أن ذلك يعتبر القاعدة الأساسية في نجاح المزاينات التراثية، ولقد سعت اللجنة المنظمة خلال هذه الدورة والدورات السابقة على اختيار لجان تحكيم لديهم خبرات طويلة في هذا المجال.
وتضم المزاينة لجنة التسنين والتشبيه التي تتمثل مهمتها بتسنين جميع الأعمار المشاركة وتشبيه جميع الإبل المهجنة واستبعادها، ولجنة الفرز التي تقوم بفرز الهجن المرشحة للانتقال إلى لجنة التحكيم بالنقاط ومهمتها توزيع النقاط طبقاً لاستمارة التحكيم والتدقيق على عملية جمع النقاط وإعلان النتائج، وأن هذه اللجان لا تقوم بمهامها إلا بعد تأدية القَسَّم على كتاب الله أمام الجمهور.
كما أن جميع ملاك الإبل المشاركين في المزاينة يؤدون القَسَّم أمام الجمهور، وهم مطالبين بتحديد سن المطية خلال حلف اليمين، إلا في المزاينة التي تضم أكثر من فئة عمرية مثل أشواط (الثلاث والبيرق والجمل 15 وغيرها) حيث يكون هناك قَسَّم خاص بكل فئة، وأيضاً هناك قَسَّم خاص بمسابقات المحالب.
ويكون هناك أيضاً لجنة طبية تضم عدد من الأطباء المتخصصين، وذلك ليتم فحص الإبل المشاركة من مجاهيم ومحليات عن طريق الأشعة وأخذ عينات دم، حرصاً على تحقيق أعلى درجات النزاهة وتجنب أي عبث في المطايا المشاركة، حيث يتم ذلك بالتنسيق مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ولجان التحكيم.
وتشارك مؤسسة الإمارات للطاقة النووية كراعي للتواصل الاجتماعي في مهرجان الظفرة، وتحرص من خلال مشاركتها على التواجد والتواصل مع السكان والزوار، وتعريفهم بأهمية الطاقة النووية كحل بديل للطاقة السلمية وفق معايير أمان عالمية، وذلك ضمن جهودها لتعزيز وترسيخ الوعي بأهمية البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفوائده الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع والدولة بشكل عام ومنطقة الظفرة بشكل خاص، وذلك من خلال توزيع مجموعة من الكتيبات التوعوية والتعريفية، تتناول المشروع كحل استراتيجي لمشكلة الطاقة والبيئة النظيفة لتسويق فكرة البرنامج.
وتأتي مشاركة مؤسسة الامارات للطاقة النووية حرصاً منها على المساهمة في الحفاظ على تراثنا وهويتنا الوطنية والتي تجسد توجيهات القيادة الرشيدة، إلى جانب العمل الدؤوب من أجل تقدم دولتنا لتصل الى المراكز الأولى عالميا، ومن هذا المنطلق حرصت المؤسسة على المشاركة في مهرجان الظفرة هذا العام”، موضحين أن المؤسسة تعمل على تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة وفق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية، ويعد أهالي هذه المنطقة من أهم شركاء المؤسسة الرئيسيين، وبالتالي فإن هذا المهرجان يعد منصة مهمة لتوعية الجمهور بالبرنامج النووي السلمي الإماراتي.
وتوضح المؤسسة للزوار أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي أضحى نموذجاً يحتذى به من قبل كافة الدول الساعية لإطلاق برامج نووية سلمية جديدة، إلى جانب الدور الهام للبرنامج في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة من خلال تطوير الجيل القادم من مواطني الدولة لقيادة هذا القطاع.