الطاقة الذرية : الهيئة هى المسؤول الوحيد عن ملف النفايات المشعة
by أ ش أقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور عاطف عبد الحميد، إن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ينتج عنها نفايات مشعة قليلة ومتوسطة وعالية المستوى الإشعاعى، وطبقا للقانون النووى المصرى فإن الهيئة هى الجهة الوحيدة المنوط بها إدارة النفايات المشعة على مستوى مصر، والتى تشمل النقل والتخزين والمعالجة والدفن الآمن.
جاء ذلك عقب توقيع الهيئة، اليوم الإثنين، بروتوكول تعاون مع شركة نورم سوليوشن المتخصصة فى مجال إزالة التلوث الإشعاعى من المعدات والأدوات الملوثة بالمواد المشعة الطبيعية المستخدمة فى عمليات الحفر والكشف عن البترول والغاز الطبيعى والمياه الجوفية، وكذلك عمليات معالجة البترول فى بعض المواقع.
وأضاف رئيس الهيئة أنه من المعروف أن صور النفايات المشعة قليلة المستوى تتمثل فى الأنابيب والمعدات المستخدمة فى عمليات الحفر والكشف عن البترول والغاز الطبيعى والمياه الجوفية والملوثة عادة بمواد مشعة طبيعية مثل اليورانيوم والثوريوم وخصوصا الراديوم مما يستلزم حسب القواعد التنظيمية لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية التوقف عن استخدام هذه الأنابيب والمعدات بعد فترة من العمل وتخزينها فى أماكن خاصة وعدم القدرة على التخلص منها لحماية العاملين والبيئة من الآثار الضارة للأشعة المؤينة.
وأوضح أن دولا كثيرة فى المنطقة العربية تعانى من هذه المشكلة، والتى أعربت عن رغبتها فى التعاون معنا لإيجاد الوسائل والحلول المناسبة لها فى ضوء الخبرات الكبيرة التى تتمتع بها هيئة الطاقة الذرية والتى تخطت الـ60 عاما فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقه الذرية.
وأشار عبد الحميد إلى أنه تم اكتشاف هذه الظاهرة فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة ومناطق أخرى عديدة بالعالم، الأمر الذى ترتب عليه ضرورة تطوير إجراءات الوقاية الإشعاعية ووضع اللوائح والقوانين فى ضوء التوصيات الدولية لحماية الأفراد والبيئة فى مواقع إنتاج البترول.
وأفاد بأن هيئة الطاقة الذرية تمتلك من خلال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة لإزالة التلوث من هذه الأنابيب والمعدات بهدف إعادة استخدامها مرة أخرى لتوفير العملة الصعبة أو بهدف بيعها كخردة فى السوق المحلى.
وشدد على أهمية هذا التعاون فيما يخص إزالة التلوث باستخدام التقنية الجافة التابعة لوحدة معالجة النفايات المشعة بهيئة الطاقة الذرية كنواه لزيادة القدرة الاستيعابية لمصر لعمليات إزالة التلوث من مثل هذه الأنابيب والمعدات من السوق المحلى.
وأكد الدكتور ياسر توفيق، أستاذ معالجة النفايات المشعة بهيئة الطاقة الذرية، أن إزالة هذه المواد تحافظ على سلامة العاملين والبيئة المحيطة، مشيرًا إلى أن إعادة استخدام تلك المعدات بعد إزالة التلوث الإشعاعى تعظم فائدة موارد الدولة الاقتصادية وتؤدى إلى النمو الاقتصادى للدولة تحقيقا لمبدأ التنمية المستدامة، والتزاما بتأدية الدور الوطنى لدعم القضاء على المخاطر الخاصة بالنفايات المشعة الطبيعية "النورم" فى مصر.
وقال الكيميائى أحمد صلاح الدين جعفر، رئيس مجلس إدارة شركة نورم سوليوشن، إن الشركة متخصصة فى إزالة التلوث الإشعاعى الخاص بالمواد المشعة الطبيعية "النورم" الناتجة عن الأنشطة الخاصة بصناعة البترول والغاز، مشيرا إلى امتلاكها الخبرات والتقنيات التى تؤهلها لتنفيذ تلك الأعمال بما يتوافق مع أعلى المعايير الفنية وضوابط السلامة والصحة المهنية المتبعة فى هذا المجال.
وأوضح الكيميائى أحمد صلاح أن هذا البروتوكول هو أولى ثمرات التعاون الفنى والإدارى بين كل من هيئة الطاقة الذرية المصرية وشركة نورم سوليوشن بهدف الحفاظ على سلامة المتعاملين مع المعدات والأجهزة الملوثة بالمواد المشعة الطبيعية "النورم" الناتجة عن أنشطة قطاع البترول والغاز من التعرض للملوثات الإشعاعية.
ولفت إلى أن إزالة التلوث من تلك المعدات والأجهزة تتيح لقطاع البترول والغاز إعادة استخدامها مرة أخرى دون الحاجة إلى التخلص منها واستبدالها بأخرى جديدة.
وأكد أن إعادة استخدام تلك المعدات توفر العملة الصعبة اللازمة لاستيراد معدات جديدة من الخارج، كما أنها تحد من المسئولية القانونية والأمنية التى تقع على عاتق شركات القطاع نتيجة الالتزام بتطبيق المعايير الفنية والقانونية لتخزين المعدات الملوثة إشعاعيا تحت مسؤولياتها، مما يعظم من الاستفادة من موارد الدولة البشرية والاقتصادية ويساهم فى دفع عجلة النمو الاقتصادى فى مصر.