فاكهة غزة المدللة .. ذهب المزارعين وكنز المصدّرين الثمين

بدأت الأسواق في قطاع غزة تتزين بالذهب الأحمر، بعد إعلان وزارة الزراعة في قطاع غزة، عن تصدير كميات من التوت الأرضي "الفراولة" إلى دول خليجية، وسط توقعات بموسم نوعي وجيد، لا سيما مع زيادة المساحات المزروعة من منتج الفراولة.

ويشتهر قطاع غزة بزراعة فاكهة الفراولة خاصة في شمال القطاع، والذي يحظى بجودة عالية ومميزة بين الدول العربية والأوروبية أيضًا، وفق وزارة الزراعة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الوزارة أدهم البسيوني، إن المساحة المزروعة من الفراولة بلغت ما يزيد عن (1700 دونم)، مبينًا أن هناك زيادة نوعية في المساحة المزروعة تقدر بـ(500 دونم) عن العام الماضي، بواقع انتاجي ما يزيد عن (5100) طن.

وأضاف البسيوني في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن زيادة المساحة يترتب عليها اهتمام أكثر بموسم الفراولة، مشيرًا إلى أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة خلال هذا العام من إنجاح الموسم التسويقي للفراولة بدءًا من فتح باب التصدير لدول الخليج العربي وذلك لأول مرة.

وينتج الدونم الواحد (1000 متر مربع) حوالي (2.5 - 3) أطنان من منتج الفراولة، فيما تبلغ تكلفة زراعة الدونم (4000 دولار)، في حين يبدأ موسم قطف الفراولة في أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول ويستمر حتى نهاية شهر مارس/ آذار. وفق مزارعين.

وأوضح الناطق باسم الزراعة، أن عملية التصدير للخارج بشكل عام تعود بالفائدة على المزارع خاصة والاقتصاد الفلسطيني بشكل عام، مشيرا إلى أن الفراولة "منتج تصديري" في ظل زيادة المساحة المزروعة، ناهيك أنه يحظى بجودة كبيرة بين الدول العربية

وعن أسعار الفراولة، قال البسيوني، إنها تتفاوت وفق الطلب والعرض وحاجة السوق، مبينًا أن الكميات المتوقع انتاجها هذا الموسم تغطي حاجة السوق المحلي وأيضا للتسويق بالداخل المحتل وخارج البلاد، وسيكون نصيب المواطن في قطاع غزة كبير.

ووفقاً لمزارعين، يعتمد نجاح موسم الفراولة على عدة عوامل، منها: الصنف، ونوع التربة، ومياه الري، ونظام الزراعة، وموعد الزراعة، وأساليب مكافحة الأمراض، وعمليات خدمة المحصول منذ بداية الموسم الزراعي.

وتبلغ أسعار الفراولة في بداية الموسم (10  شواكل) للكيلو، ويبدأ بالانخفاض مع زيادة الإنتاج ويصل إلى (4  شيكل) للكيلو الواحد

وكانت وازرة الزراعة بغزة، أعلنت عن تصدير أول شحنة "عينة تجريبية" من الفراولة من القطاع إلى عدد من الدول الخليجية، بمقدار 3 أطنان لدولتي الإمارات والبحرين.

الجدير بالذكر أن "التوت الأرضي" أو ما تعرف بالفراولة تم زراعتها بفلسطين في نهاية الستينيات في قطاع غزة، بمساحة تجريبية تقدر بدونم ونصف، وتدرجت في الاتساع بعد نجاحها حتى وصلت إلى (2500 دونم) عام 2005، وسميت بالذهب الأحمر لأنها تحقق أرباحًا كبيرة.

وتسبب الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة منذ نحو 13 عامًا، بخسائر اقتصادية كبيرة في كافة المجالات بالقطاع، لا سيما في القطاع الزراعي والصناعي، ناهيك عن تقلّص المساحات الزراعية إلى ما يقارب النصف جراء الاعتداءات على الأراضي الزراعية.