محللون يقرأون أبعاد وأهداف جولة إسماعيل هنية الخارجية
by لندن- عربي21في جولة هي الأولى له بعد انتخابه رئيسا لحركة حماس، بدأ إسماعيل هنية جولة زيارات خارجية بدءا من القاهرة مرورا بتركيا فدول أخرى ضمن جولة يتوقع لها أن تمتد لعدة أشهر.
وتأتي الجولة بعد موافقة السلطات المصرية على إجرائها، حيث سبق وأن تقدم هنية بعدة طلبات مماثلة، إلا أن الأخيرة كانت ترفضها تحت مسوغات عدة، لم يتم الإفصاح عنها في حينها.
واستهل هنية جولته الخارجية، التي بدأها فجر الأحد، بزيارة إلى تركيا، يعقبها زيارات أخرى لعدة دول بينها ماليزيا وقطر.
ووفق مصدر فلسطيني صرح لـ"عربي21" فإن جولة هنية تشمل مشاركته في منتدى "كوالالمبور" الذي سيعقد في العاصمة الماليزية على هامش القمة الإسلامية المقرر عقدها في الـ18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وتجمع زعماء 5 دول؛ ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر.
اقرأ أيضا: تأكيدا لخبر "عربي21".. هنية يصل تركيا بمستهل جولة خارجية
ونوه المصدر الفلسطيني إلى أن جولة هنية الخارجية من المقرر أن تستغرق مدة 6 أشهر.
ووصل هنية، إلى القاهرة، الاثنين الماضي، عبر معبر رفح البري، وأجرى مباحثات مع مسؤولين مصريين، حول عدة ملفات، أبرزها "تفاهمات التهدئة، والانتخابات الفلسطينية، والعلاقات الثنائية بين الطرفين"، إلى جانب لقاء أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
موافقة مصر
وأرجع الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن، خلال حديثه لـ"الأناضول"، سبب التغير بموقف القاهرة من خروج هنية بأنه ناجم عن "حالة التحسن بالعلاقات المتبادلة بين الطرفين".
وأضاف: "خلال السنوات الماضية، وجدت حالة من الانسجام وتقاطع المصالح بين حركة حماس والجانب المصري".
وبين أن مصر شغلت دورا أساسيا في الملفات الفلسطينية المختلفة، خلال الفترة السابقة، سواء كان بخصوص ملف تفاهمات التهدئة أو الانتخابات الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذا الأمر أقنع القيادة المصرية أن حماس "واضحة في مواقفها مع مصر ولا تعمل بالخفاء ولا تتلاعب في الأمور خاصة في الساحة السياسية".
هذه الحالة، دفعت مصر، وفق ترجيحات محيسن، إلى "الارتقاء بمستوى التعامل مع حماس كحركة وازنة والسماح لهنية بإجراء الجولة".
وتقود مصر والأمم المتحدة وقطر، مشاورات منذ عدة أشهر، للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، تستند إلى تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون قرب الحدود مع إسرائيل.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد العيلة، لـ"الأناضول"، إن "تقدم المفاوضات بين السعودية وقطر برعاية أمريكية وخليجية، واستثناء مصر منها، كان سببا في سماح الأخيرة لهنية بإجراء الجولة".
وتابع: "الرفض السابق لم يكن قرارا مصريا خالصا، إنما مزيج من مصلحة دولية ومصرية وإقليمية (السعودية بشكل رئيسي)، لكن اليوم تلك المفاوضات واستثناء مصر منها شكّلت متغيرا هاما في موقف القاهرة".
ويعتقد العيلة أن مصر انزعجت مما وصفه بـ"حالة التهميش الإقليمي لها، واعتبارها دولة تابع، وهي التي ترى نفسها دولة مركزية وطرف رئيسي في الإقليم".
واعتبر الموافقة المصرية على إجراء "هنية" لجولته الخارجية بمثابة "رد فعل" من القاهرة على تهميشها في الملف الخليجي.
اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف تفاصيل مباحثات مصر مع حماس والجهاد
إلى جانب ذلك، فإن هناك عدة أسباب مجتمعة، يعتقد العيلة، أنها ساهمت في السماح لـ"هنية" بإجراء الجولة الخارجية.
من ضمن تلك الأسباب، انشغال الاحتلال الإسرائيلي في أزمة تشكيل الحكومة، وإمكانية عدم وجود ضغط أمريكي في الملف الفلسطيني وذلك لقرب استحقاق الانتخابات الأمريكية، ووجود قضايا ذات أولوية لدى الإدارة الأمريكية تسبق القضية الفلسطينية.
أهداف الجولة
وتوقع، الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، خلال حديث لـ"الأناضول"، أن تكون جولة "هنية" طويلة نسبيا، وتستمر لعدة أشهر.
ويعتقد الدجني أن هذه الجولة قد تشمل اجتماعا مهما للمكتب السياسي لحركة "حماس" من أجل اتخاذ خطوات متعلقة بقضايا مصيرية كبيرة، مثل "صفقة تبادل الأسرى".
وأضاف: "مصر معنية بإنجاح مثل هذه اللقاءات، بالتالي يحتمل أن يكون هذا الأمر من ضمن الأسباب التي دفعت القاهرة لإعطاء موافقتها على إجراء الجولة".
ويوضح الدجني أن حماس ستحافظ، خلال جولتها، على علاقاتها المتوازنة مع الجميع، وفق استراتيجية الانفتاح على جميع الدول، والتي أعلنت عنها في 2017.
ووفقا للدجني فإن "حماس تسعى من خلال هذه الجولة لتقوية شبكة علاقاتها الخارجية".
اقرأ أيضا: الحية يتحدث عن معتقلي حماس بالسعودية والعلاقة مع الجهاد
كما يرجّح أن تسعى حركة "حماس" لاستقطاب الدعم السياسي للقضية الفلسطينية، في التحديات المحدقة بها.
واستكمل قائلاً: "ما يجري في المنطقة من سياسة التطبيع مع إسرائيل أمر مرعب، فقد يحاول هنية من خلال علاقاته ومكانته، فتح علاقات وكسب مواقف عربية".
إلى جانب ذلك، فإن ملف الأزمة المالية والإنسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة والحصار الإسرائيلي المفروض للعام الـ13 على التوالي، يعتبر أولوية في جولة "هنية"، وفق توقعات الدجني.
وقال: "ملف الحصار والتفاهمات مع إسرائيل، من المحتمل أن يكونا حاضرين في جولة هنية الخارجية".
وأشار إلى أن حالة الانفتاح على الدول والمؤسسات قد تساعد بشكل كبير في "إحداث انفراجة على حركة حماس وواقعها المالي"، مستبعدا أن يتم متابعة هذا الأمر من قبل "هنية"، إنما من أعضاء المكتب السياسي.
ومن الملفات التي من المحتمل أن يناقشها "هنية"، خلال جولته مع الأطراف الإقليمية، هو "الانتخابات الفلسطينية وتداعياتها".
وتابع: "في حال نجحت حماس في الانتخابات هل ستبقيها بعض الدول على قائمة الإرهاب لديها؟، الكثير من الأمور التي تحتاج الحركة لمعرفتها في هذا الإطار".
ولا يتوقع الدجني أن تغيب قضية الفلسطينيين المهاجرين المفقودين في منطقة باليونان، خلال تنقلهم من تركيا (بطريق غير شرعية).