https://palsawa.com/img/p2h2p.jpg
وزير الأمن نفتالي بينيت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي

قيادة جيش الاحتلال غاضبة من بينيت بسبب تصريحاته الأخيرة

تل أبيب - سوا

كشفت صحيفة " هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، أن علاقة وزير الأمن نفتالي بينيت، وقيادة الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن يسودها التوتر.

وقالت الصحيفة إن قيادة الجيش تشعر باستياء من التصريحات التي يطلقها بينيت بين الفينة والأخرى ضد قطاع غزة أو إيران، وتعتبرها "تصريحات بلا رصيد ويريد بينيت من خلالها كسب رصيد سياسي في أوساط اليمين المتطرف الإسرائيلي".

وأشارت إلى أنه في بعض الأحيان يسمع قادة جهاز الأمن تفوهات بينيت قبل نشرها بوقت قصير، وفي الأحيان الأخرى سمعوها لدى نشرها في وسائل الإعلام، ومن دون تحضيرهم مسبقا لها، بحسب موقع (عرب 48).

ويقدر قادة الجيش وجهاز الأمن أن "هذه البيانات من شأنها أن تلحق ضررا أمنيا، والتصريحات بشأن ’تغيير قواعد اللعبة’ من قبل بينيت اعتبرت استخفافا بالجيش الإسرائيلي والشاباك"، وفقا للصحيفة.

وحول إعلان بينيت عن إصداره تعليمات للجيش الإسرائيلي بدفع إقامة بؤرة استيطانية جديدة في قلب الخليل، قالت مصادر في جهاز الأمن إنه جرت مداولات عادية، قبل إعلان بينيت بأسبوع، وكانت هناك معارضة لهذه الخطوة، التي من شأنها تصعيد الوضع الأمني.

وأفادت الصحيفة بأن اجتماعا عُقد مؤخرا في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، بمشاركة مسؤولين عسكريين وأمنيين، للبحث في تفوهات بينيت، التي شملت تهديدات على حياة قادة إيرانيين ودفع أعمال بناء بؤرة استيطانية جديدة في الخليل، وتفوهات أخرى تحدثت عن "تغيير قواعد اللعبة" ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وتعالى سؤال خلال هذا الاجتماع حول كيفية التعامل مع تفوهات بينيت، التي وصفها المجتمعون بأنها "عديمة المسؤولية من الناحية الأمنية". ورأى قسم من المشاركين في الاجتماع أن "غاية هذه التفوهات التقليل من قيمة العمل الأمني لقياديين أمنيين سابقين مثل رئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت".

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات بينيت، قبل توليه منصب وزير الأمن، واعتبر فيها أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة لم تكن شديد بالقدر الكافي برأيه، وأنه بعد توليه منصب وزير الأمن قرر قادة الجيش وضع هذه التصريحات من ورائهم كي لا يصطدموا مع الوزير الجديد، "آملين أن يتوقف عن إطلاق تصريحات غير منسقة مع مرور الوقت". لكن قادة الجيش والأجهزة الأمنية "فوجئوا بشكل يومي تقريبا من أقوال وبيانات بينيت، التي كانت أحيانا مناقضة لموقف جهاز الأمن".

ودخل بينيت إلى منصبه في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، وهو اليوم الذي اغتالت فيه إسرائيل القيادي العسكري في الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا ، واندلاع جولة تصعيد في أعقابها، استمرت ليومين. وأطلق بينيت خلالها تصريحات حول "تغيير قواعد اللعبة".

لكن الصحيفة أشارت إلى تصاعد التوتر بين بينيت وقيادة جهاز الأمن في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، في أعقاب إطلاق صواريخ من سورية باتجاه إسرائيل وغارات إسرائيلية في سورية. عندها، صرح بينيت أيضا بأن "القواعد تغيرت. من يطلق النار على إسرائيل في النهار، لن ينام في الليل. هكذا حصل الأسبوع الماضي، وهكذا سيحصل هذا الأسبوع أيضا. ورسالتنا لقادة إيران بسيطة: لستم محصنين بعد الآن".

وحسب الصحيفة، فإن المسؤولين في جهاز الأمن "لم يرتاحوا للحديث عن قواعد اللعبة التي تغيرت وأنه سيتم منذ الآن استهداف الإيرانيين وستتم مهاجمة أهداف سورية".

إلا أن أكثر ما أدى إلى استياء لدى قادة جهاز الأمن هي تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن "مسؤول أمني"، بأنه "اعتدنا ألا ترد إسرائيل في الشمال على أحداث معينة جرت خلالها مهاجمتها. وهذه المرة هاجمنا أهدافا إيرانية. وأظهرنا للإيرانيين أن لدينا القوة للرد بقوة. ونحن نعلم أنه يوجد مصابين وقتلى على ما يبدو".

وأكدت هآرتس أن الاعتقاد السائد لدى قادة جهاز الأمن هو أن "المسؤول الأمني" هو بينيت نفسه، وأن قادة جهاز الأمن يعتبرون تصريحات وزير الأمن هذه أنها "تباهي لا ضرورة له".