فرنسا: أسبوع حاسم لماكرون ومعارضي مشروعه لنظام التقاعد
by آدم جابرباريس- ‘‘القدس العربي’’:
يُعد هذا الأسبوع أسبوعا حاسما بالنسبة للسلطة التنفيذية في فرنسا، إذ يتوقع الفرنسيون حصول شلل كبير في وسائل النقل المشترك، ابتداءً من اليوم، في العاصمة باريس وضواحيها، في خامس أيام الإضراب الواسع الذي تقوده النقابات العمالية في عدة قطاعات احتجاجا على مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي تدافع عنه الحكومة، ويخشى معارضوه من أن يلحق ضررا بالمتقاعدين.
وجاءت موجة الغضب بسبب ‘‘النظام الشامل’’ للتقاعد الذي تريد الحكومة أن يحل محل عشرات أنظمة التقاعد الخاصة المعمول بها حاليا، ويخشى العاملون في قطاعي التجارة والسياحة من تداعيات هذه الإضرابات الاجتماعية التي يُرجّح مراقبون أن تستمر لفترة أطول، خاصة أن الكل يتذكر ما حصل في كانون الأول/ديسمبر 1995، عندما تسببت الحركة الاحتجاجية الواسعة ضد إصلاح نظام التقاعد آنذاك، بشلّ وسائل النقل العمومي لنحو ثلاثة أسابيع وأجبرت حكومة آلان جوبيه -وقتها- على التراجع عن قرارها. من هنا، يتضح حجم التحدي المطروح أمام الرئيس إيمانويل ماكرون من أجل إنقاذ مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي كان أحد وعوده الانتخابية.
وقبل فصل التعبئة المنتظر يوم غد الثلاثاء، اجتمع ماكرون مساء أمس الأحد في قصر الإليزيه مع رئيس حكومته والوزراء المعنيين بهذا الملف الحساس جدا. ومن المفترض أن يقدّم، اليوم، كلٌ من المفوّض الأعلى لإصلاح نظام التقاعد جان بول دولوفوا خلاصات مشاوراته الطويلة للهيئات الاقتصادية، وذلك قبل أن يعرض رئيس الحكومة إدوار فيليب تفاصيل مشروع إصلاح نظام التقاعد يوم الأربعاء.
وقبل ذلك، تواجه إدوار فيليب مع معارضه الرئيسي في هذا الملف، فيليب مارتينيز أمين عام الكونفدرالية العامة للعمل، في حديث مشترك مع صحيفة ‘‘لوجورنال دو ديمانش’’. إذ قال رئيس الوزراء: ‘‘إذا لم نقم بإصلاح عميق وتدريجي اليوم، سيقوم بذلك شخص آخر غدا بشكل عنيف، فعلا عنيف.. ولذلك أنا مصمم على قيادة مشروع نظام التقاعد الشامل حتى إنجازه بالكامل’’. وردّ عليه مارتينيز قائلا: ‘‘سنصمد حتى يتم سحب مشروع الإصلاح هذا الذي لا يتضمّن أي شيء جيّد”.