فوائد بسم الله الرحمن الرحيم .. لها فضائل عظيمة وأسرار جليلة
سرايا - لقول بسم الله الرحمن الرحيم فضائل عظيمة وأسرار جليلة؛ فالله - سبحانه وتعالى قد افتتح بها القرآن، وتعارف الناس عليها بأنها سببب من أسباب حلول البركة فى الأمرالذى يبدأ بها، ومن فوائد بسم الله الرحمن الرحيم ما يلي: 1- في قولها ستر للعورات عن نظر الجنّ؛ قال - صلى الله عليه وسلم-: «سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ».
2- تجب البسملة على المسلم إذا أراد الذّبح.
3- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح فيها كثيراً من العبادات، منها ما يأتي: الوضوء، والغُسل، والتيمّم.
4- قراءة القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، أو في بداية مجالس الذِّكر.
7- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح بها كثيراً من المباحات، منها ما يأتي: - الأكل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ ممَّا يلِيكَ».
- كما أنها شُرِعت في كلّ أحوال الإنسان من قيام، وقعود، وأكل، وقراءة قرآن، وغيره، وذلك ليظلّ الإنسان ذاكراً لله تعالى، طالباً للإخلاص له في كلّ أعماله، وليطلب بها التبرّك والتيمّن؛ ففيها للإنسان البركة والحفظ والرعاية.
فضل بسم الله الرحمن الرحيم -تُعدّ كلمة البسملة اختصاراً لبسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وذلك كقولنا حوقلة أو حمدلة، ويُراد بقولها طلب البركة والعون من الله - سبحانه وتعالى- وأسمائه قبل البدء بفعل أو قول معين، والباء في بدايتها للاستعانة والتبرُّك.
-وكلمة اسم التي تلحق بها هي مفردٌ مضاف يفيد العموم، وذلك كما في قول الله – تعالى-: «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»؛ فنعمة لفظ مفرد مضاف للفظ الجلالة، وتفيد بذلك عموم نِعَم الله -عزّ وجلّ-، كما أنّ لفظ اسم في البسملة مفرد مضاف إلى لفظ الجلالة يُفيد عموم أسماء الله الحُسنى، أمّا لفظ الجلالة فهو أعظم اسم من أسماء الله الحُسنى، وهو خاصّ جاء بعد العموم ليشير إلى الأهميّة والشرف.
-أمّا الرّحمن الرّحيم فهما من أسماء الله الحُسنى، جاءا بدلاً من لفظ الجلالة؛ فكانا تابعين له، وقيل: هما نعت في هذا الموضع، والرَّحمن اسم على وزن فَعْلان، وهو اسم لله تعالى يدلّ على أنّه صاحب رحمة واسعة شاملة، تشمل الخلق جميعاً بما فيهم الكافر؛ فهو سبحانه يغدق رحمته وينشرها على عباده جميعاً، والرَّحيم اسم على وزن فَعيل، يُراد به أنّ الله - عزّ وجلّ- صاحب الرحمة الخاصّة بالمؤمنين، قال- تعالى-: «وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا».
-وقيل في الفرق بين الرحمن والرحيم: إنّ الرحمن هو الذي إذا سُئِل أعطى، والرّحيم هو الذي إذا لم يُسأَل يغضب، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنّ للهِ مائةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخّر اللهُ تسعاً وتسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ»؛ يُراد بالجزء الأول اسم الله الرحمن، وفي باقي الأجزاء التسعة والتسعين اسم الله الرحيم.
أوجُه قراءة البسملة في القرآن الكريم جعل العلماء لقراءة البسملة في القرآن الكريم خمسة أوجه؛ أجازوا قراءة أربعة منها ومنعوا واحدةً، وفيما يأتي بيان الأوجه الجائزة لقراءتها: - الأول: الفصل بينها وبين آخر السورة التي تسبقها، وبينها وبين أول السورة التي تليها.
- الثاني: الجمع بينها وبين آخر السورة التي تسبقها، وبينها وبين أول السورة التي تليها.
- الثالث: فصلها عن آخر السورة التي تسبقها، وجمعها بأول السورة التي تليها.
- الرابع: ترك قراءتها بالكليّة.
أما بالنسبة للوجه الممنوع في قراءة البسملة في القرآن الكريم فهو وجه جمعها بآخر السورة التي تسبقها، وفصلها عن أول السورة التي تليها، لما قال العلماء أنّه يمكن للمستمع حينها أن يظنّ أنّها نهاية السورة السابقة لها؛ وذلك يؤدي إلى تعطيل المعنى المراد من الإتيان بها، فمعناها متعلق بالبدء بالقراءة والشروع فيها، وليس ختمها والانتهاء منها.
الآراء في اعتبار البسملة من القرآن اتّفق أئمّة القراءات وكذلك الصحابة - رضوان الله عليهم- على إثبات قراءة البسملة في مطلع السُّوَر القرآنيّة جميعها عدا التوبة، حيث اتفقوا على أنّ سورة التوبة لا تستفتح بالبسملة، واتفقوا كذلك على أنّها آية في سورة النمل، وأنّها ثابتة خطّاً في أوائل السور كلّها في المصحف عدا سورة التوبة أيضاً، إلا أنّهم اختلفوا في غير ذلك: 1- ذهب بعض العلماء إلى أنّ البسملة آية من كلّ سورة في القرآن الكريم.
2- وذهب بعضهم إلى أنّها آية في سورة الفاتحة فقط.
3- وذهب آخرون إلى القول بأنّها ليست آيةً مطلقاً.
4- وقال بعضهم هي آية في بعض القراءت دون قراءات أخرى.
5- وأجمع العلماء على أنّ مثبت البسملة في القرآن الكريم ونافيها لا يكفر منهما أحد؛ لأنّ العلماء اختلفوا في ذلك.