"الحشد الشعبي" يقر بمشاركته في مجزرة ساحة الخلاني ببغداد
أقر "الحشد الشعبي" بالمشاركة في مجزرة "ساحة الخلاني" والمنطقة المحيطة بها وسط بغداد، الجمعة الماضي، التي أسفرت عن سقوط نحو 25 قتيلاً من المتظاهرين.
وقال الحشد في بيان له، أمس الأحد، إن مسلحيه تدخلوا استجابة لاستنجاد متظاهرين تعرضوا للاعتداء من "مخربين"، وإنهم اشتبكوا مع مسلحي "سرايا السلام" الموالين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وهذه أول مرة يقر فيها الحشد بوجود مسلحيه في مواقع تجمع المحتجين المناوئين للحكومة، حيث كرر على مدى الأسابيع الماضية بأن مسلحيه لا يتم تكليفهم بمهام حفظ الأمن أو غير ذلك في مواقع التظاهرات.
ويتكون الحشد من فصائل مسلحة شيعية في الغالب، وهو رسمياً قوة تابعة للدولة، لكن مراقبين يرون أنها لا تأتمر بأوامر الحكومة، وإنما بأوامر قادتها الذين يرتبط البعض منهم بصلات وثيقة مع إيران.
وقال الحشد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني: إن "مجاميع ملثمة كانت تخطط لاستفزاز المتظاهرين ومنعهم من التواجد قرب بناية مرأب السنك (القريب من ساحة الخلاني)، وقد تعرض عدد من السلميين إلى الاعتداء بالسكاكين والأدوات الجارحة وقنابل المولوتوف لحرق المكان.. وكذلك تم خطف 23 متظاهراً سلمياً".
واشنطن تفرض عقوبات على 4 من قادة المليشيات بالعراق
وأضاف البيان: "استنجد عدد من الموجودين هناك بالقوات الأمنية والحشد الشعبي، فاستجاب أبناء الحشد للتدخل نتيجة الفراغ الأمني وغياب سلطة الدولة، غير أن إطلاق نار كثيفاً وجه صوب المتظاهرين ومجموعة الحشد، ما أوقع عدداً من الضحايا، ليتطور الموقف إلى صدامات متقابلة لإنقاذ المتظاهرين المخطوفين وكذلك المحاصرين داخل المرأب"، وفقاً لـ"الأناضول".
وكان مسلحون ملثمون يستقلون سيارات مدنية رباعية الدفع قد اقتحموا، ليل الجمعة، ساحة الخلاني وسط بغداد، وبدؤوا بإطلاق الرصاص الحي بصورة عشوائية على المتظاهرين هناك، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 120 آخرين بجروح.
واتهم ناشطون في الاحتجاجات فصائل الحشد الشعبي المقربة من إيران بالوقوف وراء الهجوم.
وجاء الحادث بالتزامن مع فرض الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة من قادة فصائل الحشد المقربة من إيران؛ بينهم قيس الخزعلي زعيم "عصائب أهل الحق".
ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق، مطلع أكتوبر الماضي، سقط 485 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح.
والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.