حركة الاحتجاجات العراقية تكسب الجولة الأهم
رأت صحيفة عراقية رسمية اليوم الإثنين، أن حركة الاحتجاجات في العراق كسبت الجولة الأهم في المعركة السياسية، وإن كان بثمن باهظ وكبير.
وذكرت صحيفة "الصباح" الحكومية، في مقال بعنوان "الصراع على مكاسب الاحتجاج"، أن محركات الاحتجاج ودوافعه النفسية والجيلية والثقافية غابت عن وعي قوى كثيرة في الساحة العراقية، وراحوا يقنعون أنفسهم بمفاهيم اختراق الاحتجاجات، غير أن كل ذلك لم ينجح في تغيير صورة المشهد الإعلامي والواقعي، فهناك ثورة سلمية بمحركات ودوافع مشروعة".
ونوهت إلى أن الذين يتجمعون في الساحات والشوارع لا يمثلون اتجاهاً فكرياً وسياسياً واحداً، بل هم من اتجاهات فكرية وسياسية متعددة، وأن حركة الاحتجاج مصممة هذه المرة على إصلاح جوهري لمسار الدولة العراقية ومؤسساتها وسياساتها.
وأكدت الصحيفة أن الاحتجاجات نجحت في كسب الجولة السياسية الأولى، ولا تبدو في الأفق نهاية قريبة لحركة الاحتجاج التي باتت مدركة لقدرة القوى السياسية على المناورة، والتلاعب بما يصاغ من قوانين وتشريعات، وما يتخذ من مواقف لحماية وجودها في الخريطة السياسية المقبلة.
وحذرت من أن أعداء الاحتجاجات هم أعداء الإصلاح الحقيقي وسيواصلون ضرب الحركة الجماهيرية وإدخالها في فتن مختلفة، وبأساليب دامية وغير دامية، مشيرةً إلى أنه مع اقتراب حركة الاحتجاج من تحقيق مكاسب جدية في معركة الإصلاح، يكون الدخول السياسي والإعلامي الأمريكي مضراً ومربكاً لأنه يمنح فرصة كبيرة لأعداء الاحتجاجات، لتصنيفها ضمن المشروع المضاد لمشروعهم في العراق.
وخلصت الصحيفة إلى القول، إن "احتجاجات العراق ستحدد مصائر قوى عديدة بات وجودها رهينة هذه المعركة".