نتانیاھو وكراھیة الأردن!
ما زالت البيئة التي تربى فيها نتانياهو وبخاصة ثقافة والده «صهيون نتانياهو» الذي كان أحد قيادات ما يسمى بالصهيونية التصحيحية بزعامة زئيف جابوتنسكي، تؤثر على سلوكه السياسي وقيمه الاخلاقية، وبخاصة فيما يتعلق بهوية «إسرائيل» وحدودها، فافكار جابوتنسكي هي أساس فكر «الليكود» والقائم على مبدأ الإيمان بأن «دولة إسرائيل» يجب أن تقوم وتستمر على ضفتي نهر الأردن وهو ما يشير إليه بوضوح نشيد الحزب القائل في مطلعه «لإسرائيل ضفتان واحدة هنا والاخرى هناك» والمقصود بالضفة الاخرى هي الضفة الشرقية لنهر الأردن أي أرض المملكة. كل مسلكيات نتانياهو ومواقفه تجاه الأردن اظهرت قدرا كبيرا من الكراهية، وكل هذا تُرجم بمواقف عملية مدروسة بدءا من المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل والتي سببت له عقدا نفسية إضافية تجاه الحسين بسبب الشروط المذلة التي فرضها عليه مرورا بالتحرش اليومي بالولاية الهاشمية على القدس الشريف وصولا إلى اغتيال القاضي رائد زعيتر وحادثة السفارة الشهيرة، وهو تراكم من العداء رد عليه الملك عبد االله الثاني وباقتدار في الوقت المناسب وعملا بأحكام اتفاقية السلام وما أقصده هو رفض الأردن تمديد الملحق الخاص بمنطقتي الباقورة والغمر. وفي كلمته بمناسبة مرور 25 عاما على اتفاقية السلام التي رفض الأردن طلبا اسرائيليا لاقامة احتفال مشترك بها، كشف نتانياهو عن وجهه الحقيقي، والخص هنا أهم ما قال: أولا: تاكيده على أن السلام مع الأردن جاء واستمر تحت «قوة الردع الإسرائيلية» أي بمعنى ان السلام مع الاردن صمد نتيجة قوة اسرائيل العسكرية وليس نتيجة تلك الاجواء التى جمعت الحسين ورابين والتي كانت ترى في السلام خيارا استراتيجيا، أما لماذا تحدث نتانياهو بهذه اللغة الاستعلائية المريضة فالسبب في ذلك أنه لا يؤمن أصلا بالسلام الحقيقي ولديه قناعة أنه حتى في السلام هناك غالب ومغلوب. ثانيا: ادعى في كلمته أنه وافق وبحماس على السلام مع الأردن وقال إن إسرائيل قدمت تنازلا كبيرا من اجل هذا السلام الا وهو التنازل عما أسماه «أرض إسرائيل الشرقية»، وهو اصطلاح يعكس عمق «تلمودية فكره» وايمانه العميق بان السلام ما هو إلا «تنازل تكتيكي» يُوظف لغايات استراتيجية أبعد وأعمق. ثالثا: وأكمل نتانياهو رؤيته «التلمودية» والعدمية للسلام بقوله «الشرق الأوسط مليء بالدول الفاشلة، وفكرة أن لا تكون لنا سيطرة أمنية كاملة في الأراضي غربي نهر الأردن (فلسطين كاملة) هي أمر ممنوع أن نقوم به»، يعني عدم إيمانه ايضا بالسلام مع الشعب الفلسطيني. ... نتانياهو قنبلة عنصرية مدمرة أجندته الحقيقية قتل السلام (الرأي)