https://www.elbalad.news/upload/photo/news/408/8/600x338o/515.jpg?q=1

سمر ياقوت تكتب: حروب الأجيال

by

التعليم يساعد على نمو مهارة الإنسان وفكره فقد حقق الإنسان بالعلم إبداعات شتى في المجالات، فارتقى بنفسه من خلال علمه ليلبي حاجته الأساسيةفبالتعليم تنتقل روح المجتمع من جيل إلى اّخر, يعد العلم من منجزات العصر ومظهر لحضارة الانسان منذ القدماء المصريين فهناك مجتمعات تستغله بشكل سلبي ومجتمعات اخري تستغله بشكل إيجابي ,

فنحن الان نعيش الهجمة الأجنبيةالغربية المنتشرة و التي أصبحت لغة العصر الحالي التي انتهت بأنشاء العديد من انشاء المدارس الدولية (الانترناشونال) لتعليم أطفالنا لغات إنجليزية والمانية وغيرها, وربما تكون البداية للمدارس الامريكية على اعتبار انها الأكثر جرأة ونموا وقد تملك هذه المدارس قوة ناعمة من الجذور التي تضرب أعماق التاريخ والحضارة المصرية ,
وقد تختلف تلك المناهج عن غيرها لأن لا يوجد منهج قومي رسمي للتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، بل تقع مسؤولية المناهج وتخطيطها وتطويرها على عاتق إدارة التعليم مع إتاحة الفرصة للولايات المحلية والمدارس بالمشاركة ,والهدف من ذلك هو تخريج مئات من الطلاب سنويًا ليكونوا نواة لقاعدة طلابية مواكبة مع أحداث الأساليب المتبعة بالولايات المتحدة وليفكروا بفكرهم وينتموا إلى مناهجهم ,

بذلك يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في تحقيق مخطط الغرب ألا وهو وإقصاء اللغة العربية والتاريخ العربي والإسلاميلكن بطريقة مختلفة، من خلال إنشاء عدد من المدارس الدولية التي تؤسس قواعد فكرية لها ولأفكارها بين الأجيال القادمة، وكلنا نعلم المبالغ التي تدفع من اجل الالتحاق بتلك المدارس التي لا يدخلها إلا الطبقة الراقية من المجمع اللذين بعد التخرج يحصلون على وظائف بسهولة وبالتالي أفكارهم ومعتقداتهم التي التي تتولى قيادة الدولة وتسيطر عليها ,

قديمًا عندما سقطت مصر في يد الاحتلال الإنجليزي عام 1882، سألت انجلترا رجلها الأول (اللورد كرومر) عما يلزمه لإحكام السيطرة على البلاد؟ فأجاب (كرومر) بأنه سيترك لندن ويقيم في مصر لهذا الشأن، وبدأ في تحديد أهدافه وحدد طلباته وقدمها للقيادات، ولكن ما أثار دهشة القيادات هو أنه لم يطلب المزيد من السلاح ولا الجنود، وإنما طلب منهم خبراء في التربية والمناهج , في هذه اللحظة أدركوا هدفه الرئيسي لهذا الطلب فزودوه بالخبير مستر دانلوب الذي ظل مسيطرا على التعليم في مصر وصاغ مناهجها وفقا لأهدافهم، ويعد دانلوب هو واضع المخطط الغربي الأساسي للتعليم والتربية وإقصاء الإسلام عن برامج التعليم في المدرسة المصرية باعتبار أن التعليم والتربية لهما الأثر الأكبر في مخطط الغرب وجوهر هدف الاستعمار الأساسي ,

فمع تحول العالم إلى «قرية صغيرة» ازداد الاحتكاك اللغويوالثقافي بين الشعوبمما زاد
من توقعات المواجهة بين الثقافية واللغوية لتتحول إلى «حرب لغات» ، تسعى كل دولة او مملكة من الغرب ان تكون لغتها هي الام الأساسية حتى تعمل على اجتثاث اللغة المنافسة لها، تمهيدا لما بتنا نسميه استعمارا ثقافيا واللغوي عن طريق تغير فكر المجتمع ,
منذ قديم الزمن في عهد القدماء المصريين اللذين اكتشفوا قيمة التعليم وجعلوها مقياسًا لحضارتهم ومؤشرًا للرقى والتقدم وقد أدركوا ذلك دون الاحتكاك بغيرهم او معرفة العديد من اللغات بل اكتفوا بتعليم ذاتهم من خلال الطبيعة المحيطة بهم فكانت اللغة الأساسية هي الهيروغليفية ,وكان التعليم في مصر القديمة يمر بثلاث مراحل , كما أطلق المصريون على المدرسة باللغة الهيروغليفية لفظ "بر - عنخ" وتعني بيت الحياة، وأحيانا يطلق عليها لفظ "عت - سبا" وتعني مكان العلم، كما أطلقوا على المدرس لفظ "سباو" وتعني النجم أو المرشد,
و يشير التاريخ المصري إلى أن الحضارة الفرعونية من أكثر الحضارات التي أورثت العالم إنجازات في تاريخ البشرية، دون أي تدخل وقد اعتمدت اعتمادها الكلى على ذاتها والموارد الطبيعية المحيطة بها , تمكنت من تحقيق النجاح الساحق في شتى المجلات مثل الطب الذي كان متقدما للغاية في الجراحات واصلاح كسور العظام وتركيب العديد من الادوية وقد قدمو وصفات طبية اكثرمن 87 حالة مرضية تتمحور جميعها حول امراض المعدة والقلب والجلد والعيون والنساء والشرايين , وأيضا تفوقوا في الزراعة فتمكنوا من انتاج محاصيل الزراعية المختلفة حيث كانت أراضي وادي النيل تشهد فيضانات نهرية سنوية ,
وقد حققوا الكثير في مجال الفن حيث قاموا بصناعة التماثيل والمسلات والتوابيت وقاموا بصناعة الأثاث وانتشرت في ذات الوقت الزخارف والنقوش وقد برعوا أيضا في الرياضيات , وتفوقوا في الهندسة التي من خلالها قاموا ببناء الاهرامات التي تعد من عجائب الدنيا السبع فلا يمكن لاى شخص ان ينكر إنجازات الحضارة الفرعونية العريقة التي خلفها الفراعنة ,

فقد حاول العديد من الدول الأخرى في الوقت الراهن أن يقلّدوا بناء الأهرامات وأبو الهول، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك الأمر وبقي سر الأهرامات ماركة مسجلة باسم الفراعنة فقط , وتذكر جيدًا ان الفراعنة الذين تفوقوا في شتى المجالات لا يتحدثون أي لغة اخري ولا يعرفون الكمبيوتر والتطور الذي نعيشه نحن الان المصري القديم تطور ذاته من خلال الطبيعة التي خلها الله له ,
ولذا يجب علينا ان نطرق كلّ أبواب العلم والمعرفة، ونستفيد منها بشكل إيجابي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الإنسان هو من يقرر الوجهة الصحيحة لطلب العلم، وطريقة الاستفادة منه، فبإمكانه الاستفادة من الجوانب المضيئة فيه، ولا ننساق وراء كل ما هو جديد وغير مفيد , فعلينا البحث عن تاريخنا ومعرفة حضارتنا العريقة التي يأتي اليها السياح من الغرب لمشاهدتها وتدرس تاريخ اجدادنا جيدًا, بذلك نتقدم .